إسلام جحا - خاصّ الفحر
رغم الإجماع العربي حول مخرجات قمة
فلسطين في القاهرة، سجلت العراق وتونس تحفظات على بعض فقرات البيان الختامي، خاصة المتعلقة
بـ"حل الدولتين"، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على التوافق العربي بشأن
القضية الفلسطينية.
البيان الختامي للقمة أكد دعم خطة إعادة إعمار غزة ورفض تهجير الفلسطينيين،
إلا أن تونس والعراق تحفظا على الإشارة إلى "حل الدولتين"، وحدود 1967، والقدس
الشرقية. وأرجعت تونس تحفظها إلى دعمها لقيام دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية،
بينما أكد العراق أن قوانينه النافذة لا تعترف بـ"الكيان الإسرائيلي".
أوضح المتحدث باسم الجامعة العربية، جمال رشدي، أن هذه التحفظات ليست رفضًا
للإجماع العربي، بل موقف تقليدي سبق تسجيله في بيانات عربية سابقة. كما شدد على أن
القمة أكدت مواقف عربية موحدة، أبرزها رفض تهجير الفلسطينيين، وطرح خطة شاملة لإعادة
إعمار غزة بدعم دولي وإقليمي.
وتسعى الدول العربية لحشد التأييد لخطة إعمار غزة، حيث يشارك وزير الخارجية
المصري، بدر عبد العاطي، في اجتماعات خليجية وإسلامية بالسعودية، ضمن جهود تفعيل مخرجات
قمة فلسطين العربية الطارئة في القاهرة. وشارك عبد العاطي في اجتماع وزاري مشترك مع
دول مجلس التعاون الخليجي بمكة، كما سيحضر اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي
بجدة لبحث دعم الشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
تعتمد السلطة الفلسطينية على الدعم
الإسلامي والدولي لإنجاح الخطة، حيث تأمل في تبنيها من قبل أعضاء منظمة التعاون الإسلامي
الـ57، تمهيداً للحصول على دعم أوروبي وأميركي. كما شدد البيان الختامي لـ قمة فلسطين
على أهمية التنسيق العربي-الإسلامي لحشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
ووفق مصدر دبلوماسي، ستبدأ اللجنة الوزارية
التي ترأسها السعودية تحركاتها قريباً لحشد التأييد الدولي، ومن المرجح أن يكون اجتماع
منظمة التعاون الإسلامي نقطة البداية.
وتواجه الخطة تحديات، أبرزها التمويل
وإقناع الجانب الأميركي. ورغم رفض إسرائيل لها، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية،
أحمد أبو الغيط، أن الخطة "مرنة" وقابلة للتطوير دون تهجير السكان.
وتتضمن الخطة مراحل متعددة، تبدأ بإغاثة
مبكرة لمدة 6 أشهر بتكلفة 3 مليارات دولار، تليها إعادة الإعمار خلال 3-5 سنوات بكلفة
50 مليار دولار. كما تدعم أفقاً سياسياً أوسع لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.