إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
من على بعد أقل من ألف كيلومتر من شواطئ
غزة المحاصرة، يُبحر "أسطول الصمود العالمي" بثبات، حاملاً على متنه العشرات
من السفن، ومئات المتضامنين من حول العالم، متحدين التهديدات، والتحديات، والغارات
المسيّرة التي حاولت منعهم عن الوصول.
في مواجهة الهجمات الجوية، والضغوط
السياسية، يواصل الأسطول طريقه، في واحدة من أكثر المهام الإنسانية إصراراً وشجاعةً.
في تصعيد لافت وتحركات دولية غير مسبوقة،
أعلنت كل من إسبانيا وإيطاليا إرسال سفن حربية لمرافقة "أسطول الصمود العالمي"،
الذي يحمل مساعدات الإنسانية والطبية في طريقه إلى قطاع غزة المحاصر.
وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة هجمات بطائرات
مسيّرة استهدفت الأسطول قبالة اليونان، ما أدى إلى وقوع 12 انفجاراً على متن 9 سفن،
وفق ما أعلنه منظمو الأسطول، دون تسجيل إصابات. صوت الانفجارات، والمسحوق المثير للحكة
الذي أُلقي عليهم من الجو، لم يكن كافياً لإخماد عزيمتهم. بالعكس، زادهم إصراراً على
الوصول إلى غزة المحاصرة.
في إطار التطورات الأمنية، رئيس الوزراء
الإسباني بيدرو سانشيز، أعلن في مؤتمر صحافي من نيويورك، أن بلاده سترسل سفينة بحرية
من طراز "بام" ، وقال: "نحن قلقون، لذلك، سنرسل سفينة لضمان سلامة مواطنينا
وإنقاذهم إذا لزم الأمر"، مؤكداً أن بلاده ترفض أي اعتداء على مواطنيها أو على
مهمة إنسانية سلمية.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإيطالي
غويدو كروزيتو عن إرسال بلاده فرقاطتين عسكريتين إلى موقع الأسطول، مشيراً إلى أن السفن
الإيطالية موجودة الآن في المنطقة ضمن عملية لمراقبة وتأمين المواطنين الإيطاليين المشاركين،
وقال أمام البرلمان الإيطالي: "أرسلنا سفينة وأخرى في طريقها. نحن مستعدون لأي
طارئ"، محذّراً من خطورة الوضع وعدم القدرة على ضمان أمن المشاركين إذا دخلوا
مياهاً إقليمية تسيطر عليها قوات معادية.
الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أدانا
الهجمات، ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق "مستقل
ونزيه وشامل"، مؤكدة أن استهداف أسطول مدني سلمي في المياه الدولية يشكّل خرقاً
واضحاً للقانون الدولي.
ويُشارك في الأسطول أكثر من 500 متضامن
من مختلف الجنسيات، أبرزهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة غريتا تونبرغ، التي ظهرت
في بث مباشر عبر تطبيق إنستغرام، مؤكدة أن "ما يحدث محاولة لتخويف وإسكات الأصوات
المطالِبة برفع الحصار عن غزة".
أسطول الصمود العالمي يمضي في مهمته
الإنسانية متحدياً التهديدات، مدعوماً بظهير شعبي وحقوقي عابر للحدود، بينما يترقّب
العالم ما إن كان الاحتلال الإسرائيلي سيُقدم فعلاً على مهاجمة أسطول يرفع رايات الإغاثة،
ويحمل على متنه أمل الملايين في غزة المحاصرة.
في
وقتٍ تصمت فيه بعض العواصم، تبحر هذه السفن الصغيرة، مدفوعةً بعزمٍ إنسانيٍّ عابرٍ
للحدود. لا يحملون سلاحاً، بل يحملون ضمائر حيّة، وأدويةً، وكرامةً إنسانيةً لأطفال
غزّة. أسطول الصمود العالمي... يبحر بثقة، وسط الأمواج والتهديدات، حاملًا رسالة للعالم:
أن الصمت لم يعُد خياراً.