تقارير خاصة

أسطول الصمود العالمي يواصل الإبحار نحو غزة!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في خطوة غير مسبوقة، يواصل أسطول الصمود العالمي تقدمه بثبات نحو قطاع غزة، متحدياً الحصار البحري الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 18 عاماً. ووفقًا لما أعلنته اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، فقد اقترب الأسطول، صباح الأحد، إلى مسافة تقارب 800 كيلومتراً فقط من شواطئ القطاع، بعد عبوره جنوب جزيرة كريت اليونانية، وتخطيه سلسلة من التحديات اللوجستية والأمنية.

ويضم الأسطول أكثر من 48 سفينة مدنية، فيما يُنتظر انضمام سفن إضافية من ليبيا ومالطا ودول أخرى، ليصل العدد الكلي إلى نحو 59 سفينة، في أكبر مهمة بحرية إنسانية من نوعها خلال العقود الأخيرة، من حيث العدد والمشاركة الدولية. فيما يشارك في الأسطول ما يزيد عن 500 ناشط من أكثر من 45 جنسية.

وقد انطلقت قوافل السفن تباعًا منذ أواخر آب الماضي من برشلونة، تونس، جنوى، وصقلية، وانضمت إليها قوارب جديدة من اليونان خلال الأيام القليلة الماضية، بعد توقف مؤقت دام يومين بسبب سوء الأحوال الجوية ومشاكل تقنية في بعض القوارب، تمت معالجتها.

وفي تطور ميداني لافت، أفاد مشاركون في الأسطول صباح اليوم أن طائرتين مسيرتين حلقتا ليلًا على علو منخفض فوق السفن، دون أن تنفذ أي هجوم مباشر. وتُعد هذه المرة الثانية خلال أسبوع التي ترصد فيها تحركات لطائرات، خاصة بعد تعرض بعض القوارب لهجمات إلكترونية وتشويش في أنظمة الملاحة اللاسلكية.

وأكد الناشطون أن الهجمات السابقة شملت قنابل ضوئية وصوتية ومواد تسبب الحكة، أطلقتها مسيّرات دون أن تُسفر عن إصابات، لكنها أظهرت مستوى التهديدات التي يواجهها المشاركون، الذين يصرّون رغم ذلك على الاستمرار في التقدّم نحو غزة.

ويحظى الأسطول بمرافقة بحرية من سفينتين عسكريتين، إحداهما إيطالية والأخرى إسبانية، تتمركزان في مناطق قريبة تحسبًا لأي طارئ. لكن التساؤلات لا تزال مطروحة حول ما إذا كانت هذه السفن ستتدخل لحماية القوارب في حال تعرضت لاعتراض مباشر من قبل القوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفق تقديرات الطاقم المنظم، فإن الأسطول قد يصل إلى مشارف المنطقة البرتقالية خلال 48 ساعة، ومن ثم يدخل "المنطقة الحمراء" الأكثر حساسية، والتي تبدأ على بُعد نحو 100 كيلومتر من قطاع غزة، ويُرجّح فيها حدوث اعتراض مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويبقى السؤال: هل يسمح الاحتلال بمرور أكبر تحرك مدني إنساني إلى غزة، أم أننا أمام تكرار لمشهد الاعتراض؟ وهل سيتحرك المجتمع الدولي إذا وقع اعتداء على النشطاء المدنيين؟

كل الأنظار الآن تتجه إلى البحر... حيث يسير الأسطول، بخطى ثابتة، محملاً بالأمل، ومتجهًا إلى غزة.


أسطول الصمود العالمي يواصل الإبحار نحو غزة!