إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
الشوارع مزدحمة ومكتظة بالسيارات، صعوبة
في التنقل، والسائقون ينتظرون تحرك السير، وهم في حالة من القلق المستمر، هذا هو حالة
الطرقات عند مداخل العاصمة بيروت. حيث تشهد أزمة سير خانقة بشكل يومي.
هذه الأزمة أصبحت من المواضيع الأكثر
تداولاً بين المواطنين، خاصة في ظل المعاناة اليومية التي يعيشونها على الطرقات. منذ
ساعات الصباح الأولى، تشهد مداخل بيروت زحمة خانقة، حيث يعاني المواطنون المتوجهون
إلى مدينة بيروت وضواحيها بشكل يومي ويضطر البعض للانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس
الحارقة في الصيف، أو في برد الشتاء القارس، مما يؤثر على حياتهم اليومية ويجعل الوصول
إلى العمل أو المدرسة مهمة شاقة.
وفي الواقع، في حال قررت التوجه إلى
بيروت صباحاً، ستجد زحمة السير قد بدأت من خلدة إلى نفق طريق المطار، والمشهد نفسه
في حال قررت أن تأخذ مساراً ثاني عبر الأوزاعي. ومن الممكن أن تستغرق هذه المسافة ما
يقارب الساعة فقط وأنت تعاني من زحمة السير.
أما عن الأسباب التي تؤدي إلى هذه الأزمة،
فتشمل ما يلي الزيادة السكانية الكبيرة التي أدت إلى تضخم عدد السيارات، بالإضافة إلى
ضعف البنية التحتية وضعف وجود وسائل النقل التي يمكن أن يستغلها المواطنون للتوجه إلى
العمل أو المؤسسات التعليمية. كما أن التغيرات
المناخية التي تضر الطرقات تساهم في زيادة الصعوبة في الحركة داخل بيروت. وغياب الصيانة
يزيد من تعقيد هذه الأزمة.
ولعل السبب الأبرز هو وجود معظم المؤسسات
الاقتصادية، الحكومية، والتعليمية في داخل المدينة. ما يجعلها الوجهة الأساسية للمواطنين
من مختلف المناطق. هذا التركيز الكبير للمؤسسات في بيروت يؤدي إلى تدفق كثيف للمركبات
القادمة من الضواحي والمناطق الأخرى، حيث يضطر العديد من الناس للتنقل إلى المدينة
يومياً من أجل العمل أو الدراسة.
هذا الوضع يزيد من الضغط على الطرقات
التي غالباً ما تكون غير مجهزة لاستيعاب هذا العدد الكبير من السيارات.
لكن السؤال الذي الأبرز هو: هل من حلول
لهذه الأزمة؟
الحلول لمعالجة الأزمة تكمن في تحسين
وسائل النقل العام مما يساهم في استخدامها بدلاً من الاعتماد على السيارات الخاصة.
ومن الضروري العمل على إعادة تأهيل
وتوسيع الطرقات الرئيسية التي تربط بيروت بالمناطق المجاورة.
العمل على تحسين الطرقات من إشارات
المرور وغيرها من الأمور التي تساهم في تخفيف الأزمة. وأخيراً، يجب تعزيز التنسيق بين
الوزارات المعنية لضمان تنفيذ مشاريع بنية تحتية حديثة تسهم في تخفيف الأزمة وتسهيل
حركة المواطنين.
في الختام، لا شك أن أزمة السير في
مداخل بيروت تتطلب حلولاً جذرية وملموسة. مشهد السيارات المتوقفة على جنبات الطرق،
والسائقين الذين يضغطون على الأبواق في محاولة للتنقل، يعبّر عن حالة من الإحباط والتذمر
المتزايد بين المواطنين الذين لا يرون مخرجاً سريعاً لهذه الأزمة.