تقارير خاصة

50 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية: جراح لم تشفَ وتاريخ لا يُنسى!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

خمسون عاماً على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت لأكثر من 15 عاماً، مخلفة وراءها آثاراً عميقة في تاريخ لبنان ومستقبله. خمسة عقود مرت، لكنها لم تمحُ ذاكرة الحرب، ولم تُشفى الجراح التي خلفتها، فالتاريخ لا يُنسى!

13 نيسان يومٌ شهد فيه لبنان، بداية مرحلة غيرت حاضره ومستقبله، تحولت الاشتباكات العنيفة إلى حرب أهلية شاملة أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، و17 ألف مفقود، و300 ألف جريح ومُقعد، ومليون ونصف مليون مهاجر ومهجّر، وتدمير أجزاء واسعة من البلد. كانت الحرب صراعاً طائفياً معقداً، اتخذ أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية، لتترك آثاراً لا تُمحى على المجتمع اللبناني. فإلى يومنا هذا مازال المجتمع اللبناني يعاني من تداعياتها.

ورغم مرور 50 عاماً على هذه المحنة، لا يزال اللبنانيون يحملون في ذاكراتهم صوراً مؤلمة من تلك الأيام العصيبة. آثار الحرب تظهر جلية في شوارع بيروت، حيث تتجسد خطوط التماس السابقة في العديد من المباني المدمرة، والتي باتت شاهداً على فترة تاريخية غيّرت وجه هذا البلد.

لتنتهي الحرب الأهلية اللبنانية رسمياً باتفاق الطائف، الذي تم التوصل إليه في أكتوبر 1989 ووقعه النواب اللبنانيون في مدينة الطائف بالسعودية. وضع هذا الاتفاق الأساس لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 1975، وأعاد تنظيم النظام السياسي في لبنان.

وفي ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية، وفي خطاب متلفز توجه الرئيس العماد جوزاف عون إلى اللبنانيين قائلاً "قد آن الأوان لنقول جميعا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان".

وأضاف عون أنه "من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة أن العنف والحقد لا يحلّان أي معضلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية".

وخلال وضعه إكليل من الزهور على نصب الشهداء في وسط بيروت، بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية صرح رئيس الحكومة نواف سلام "هذه الذكرى علّمت فينا ونتعلم منها في ألا نعيد ما كابده أهلنا. وحان الوقت لبناء دولتنا والثقة بها. وهذا الأمر مطلوب منا نحن المسؤولين عن هذا البلد".

وأشار أن "هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين. ويهمنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نسهم في عملية الإصلاح"، مثنياً على أهمية وحدة اللبنانيين.

تظل الذكرى الخمسون للحرب الأهلية اللبنانية شهادةً على صمود اللبنانيين أمام التحديات، حيث حملت معها دروساً قيمة رغم الألم الذي لا يزال في الذاكرة. يبقى الأمل أن يكون لبنان قد استخلص دروساً هامةً من الماضي ليصنع واقعاً ومستقبلاً ينهض بالبلاد.


50 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية: جراح لم تشفَ وتاريخ لا يُنسى!