إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
الثالث
والعشرون من أيلول 2024... تاريخٌ محفور في الذاكرة اللبنانية، يومٌ لن يُنسى في
تاريخ لبنان الحديث.. في مثل هذا اليوم، وسّع العدو الإسرائيلي عدوانها العسكري على
لبنان، وبدأ عملية عسكرية سُميت "سهام الشمال" التي استهدفت الجنوب
والبقاع وبعلبك، مروراً بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وصولاً إلى محيط المطار
وبعض المناطق الشمالية.
مع
الساعات الأولى من القصف، شهد لبنان أكبر موجة نزوح في تاريخه الحديث، إذ تجاوز
عدد النازحين المليون ومئتي ألف خلال أسبوعين.مشاهد ذلك اليوم لا تزال حاضرة في ذاكرة اللبنانيين. دخانٌ يتصاعد من كل اتجاه،
سيارات إسعاف لا تتوقف، وموجة نزوح كبيرة، تحت القصف وأصوات الطيران الحربي. ورغم
التوصل إلى وقف إطلاق نار بعد شهرين وأربعة أيام، في السابع والعشرين من تشرين
الثاني، فإنّ الحرب لم تتوقف فعليًا.
اليوم،
بعد عامٍ كامل، يعود اللبنانيون إلى مشهدٍ مألوفٍ ومؤلم: الجنوب لا يزال تحت
النار، والعدو لم ينسحب.
بحسب
تقرير للجيش اللبناني عُرض على اللجنة الخماسية، فإن العدو ارتكب أكثر من 4500 خرق
لوقف إطلاق النار خلال عام شملت غارات، قصفاً مدفعياً، استهدافات بالطائرات
المسيّرة.
ومنذ
بداية الحرب في 8 تشرين الأول 2023، وصل عدد الشهداء في لبنان إلى أكثر من 4,100
شهيد، و17,000 جريح، وفق وزارة الصحة اللبنانية، في حصيلة هي الأعلى منذ حرب تموز
2006.
بالرغم من
كثرة اللقاءات السياسية والمساعي الدبلوماسية والتنديدات الرسمية والمطالبة بالضغط
على العدو للانسحاب من الأراضي اللبنانية والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وعدم
القيام بأي انتهاكات. لكن الصمت الدولي يعلو، ففي الميدان، يواصل العدو احتلاله
لخمس تلال لبنانية استراتيجية، هذه المواقع تُستخدم كمنصات مراقبة، وتمنع الجيش
اللبناني من الانتشار فيها. وتتواصل الغارات والاستهدافات، وآخرها مجزرة قبل أيام في بلدة بنت جبيل
راح ضحيتها أب وثلاثة من أطفاله.
في الذكرى
السنوية الأولى للعدوان الصهيوني على لبنان، وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري
بيانًا، بدأه بتحية لشهداء الوطن، والشعب اللبناني الذي جسّد الانتماء ورسخ صورة
الوحدة الوطنية.
الرئيس
بري أكّد في بيانه على أن "الجيش اللبناني هو ضمانة لبنان، وسلاحه ليس سلاح
فتنة، بل درعٌ للسيادة الوطنية". وما جرى جرس إنذار بأن الكيان الإسرائيلي لا يستهدف فئة أو منطقة، بل
يستهدف لبنان كله، مؤكدًا أن التصدي لهذا العدوان مسؤولية وطنية جامعة.
عامٌ مرّ
على الثالث والعشرين من أيلول... لكن الجنوب لا يزال مدمر، والعدو لا يزال
متمركزًا، والخطر لا يزال يحاصر لبنان من كل الاتجاهات. في كل بيت جنوبيّ قصة
نزوح، وفي كل حيّ دمار لم يُرفع بعد، ووجع لا يُداوى.