زيارة لودريان إلى بيروت: دعم مشروط وإعادة ترتيب الأوراق!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في توقيت بالغ الحساسية داخلياً وإقليمياً، يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان العاصمة بيروت، حاملاً معه أجندة تتجاوز طابع الاستطلاع والمراقبة، نحو خطوات أكثر وضوحاً وحسماً. وتأتي هذه الزيارة في سياق دقيق، تداخلت فيه الملفات الأمنية بالسياسية، والضغوط الدولية بالمطالب الإصلاحية، لتتحول إلى ما يشبه "لحظة اختبار" حاسمة للبنان: إما الانخراط الجدي في مسار تثبيت الدولة، أو مواجهة مزيد من العزلة الدولية.

لودريان، الذي حط في بيروت آتياً من الرياض، يحمل رسائل فرنسية واضحة تعكس تحوّلاً في المقاربة الفرنسية تجاه الملف اللبناني. فباريس التي لطالما لعبت دوراً هاماً كداعم تقليدي للبنان واستقراره، تسعى اليوم إلى ربط هذا الدعم بشروط تنفيذية، تتقدمها خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة.

زيارة لودريان، بحسب تقارير إعلامية، ستقتصر على الجانب الرسمي، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاثة، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، بالإضافة إلى لقاء مع بعض الوزراء المعنيين، خصوصاً وزير المالية.

وفي سياق متصل، الخطة التي أقرتها الحكومة اللبنانية في جلسة الخامس من أيلول الماضي، تحظى بدعم دولي، وقد اعتُبرت نقطة تحوّل في مسار التعامل مع السلاح. فرنسا، كما غيرها من دول اللجنة الخماسية، ترى في هذه الخطة مدخلاً لإطلاق عجلة إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار، لكنها في الوقت نفسه، تدرك هشاشة التوازنات اللبنانية، ما يدفعها إلى اعتماد خطاب مزدوج: صريح في المضمون، لكن حذر في الأسلوب.

لودريان يحمل في جعبته مشروعين لمؤتمرين دوليين. الأول، مخصص لدعم إعادة الإعمار، وهو مشروط بالتقدم الفعلي في ملف أمنية. أما الثاني، فهو مخصص حصراً لدعم الجيش اللبناني.

ومن النقاط الأساسية التي سيناقشها لودريان أيضاً، مصير قوات "اليونيفيل" في الجنوب، والدور اللبناني في اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً في ظل التطورات الميدانية الأخيرة، والاعتداءات الصهيونية المتكررة، وآخرها على قطر، والتي أثارت مخاوف من انفجار إقليمي واسع.

في المحصلة، زيارة لودريان ليست كسابقاتها. إنها اختبار مزدوج: لقدرة فرنسا على تفعيل نفوذها رغم التراجع، وللبنان الرسمي على إثبات جديته في الانخراط في مسار استعادة الدولة. فهل تنجح الزيارة في كسر الجمود، أم تنضم إلى سلسلة المبادرات المجمدة بانتظار "الضوء الأخضر" الأميركي؟

 

 

 


زيارة لودريان إلى بيروت: دعم مشروط وإعادة ترتيب الأوراق!