قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان
الأستاذ علي أبو ياسين إنّ قوات الفجر موجودة على الخطوط الأمامية من اللحظة الأولى
للعدوان الإسرائيلي الذي يعيث فساداً ويدمّر ويقتل اللبنانيين منذ الثامن من
أكتوبر الذي، وتقوم بواجبها في الدفاع عن لبنان واللبنانيين، وتوجّه رسالة إسناد
وتضامن للمجاهدين في فلسطين وقطاع غزة تحديداً.
وفي حديث لبرنامج "انترفيو أون" عبر منصة ليبانون
أون قال أبو ياسين إنّ الشهداء الثلاثة قاموا بعملية نوعية على مقربة من الحدود
الفلسطينية اللبنانية، مؤكّداً على أنّ العمل المقاوم متطور.
وإذ لفت إلى أنّ الجماعة الإسلامية لا ترعاها أي دولة وتدعمها،
وقال "لو توفّر ذلك لكان الأمر مختلفاً"، أشار إلى أنّ الجماعة لديها علاقات
تواصل وشبكات أمان، مؤكّداً على أنّ دعم الجماعة الإسلامية من الجماعة نفسها ومن الشعب
والناس الحريصة على أن لا تكون مستسلمة وذليلة أمام العدو الإسرائيلي.
وفيما يخص العلاقة مع حركة حماس، أشار أبو ياسين إلى أنّ
علاقات الجماعة مع حماس ليست جديدة أو مستجدة، إلاّ أنّه قال في الوقت نفسه إنّ حماس
حركة مقاومة فلسطينية هدفها تحرير كل فلسطين وكل أدائه يصب في هذا الاتجاه، في حين
أن الجماعة هي حركة وحزب لبناني مشروعه إصلاحي وبناء وازدهار الدولة، ولكنّه قال
"إذا فرضت علينا الحرب سنكون في موقع المواجهة، وهذا الأمر طبيعي".
وفي سياق حديثه قال أبو ياسين "من المعيب وغير
المقبول استثمار الدماء الطاهرة والذكية، والأوْلى أن يتم الاستثمار في مواجهة
العدو الإسرائيلي الذي ينتظر بفارغ الصبر انتهار معركة غزة للانتقال إلى لبنان وتنفيذ
مخططاته في الداخل اللبناني"، مضيفاً أنّ الاحتلال الإسرائيلي سيذهب إلى
الفكر التوسعي عندما ينتهي من تصفية القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن الجماعة
الإسلامية تقوم بواجبها الوطني.
أبو ياسين لفت إلى أنّ الطائفة السنية في لبنان تاريخياً
مع القضية الفلسطينية، ولا يمكن لأحد أن يزايد عليها في هذا الأمر، ولطالما كانت
في الطليعة في هذا المسار، وقال "واهم كل من يعتقد أن الطائفة السنية يمكن أن
تذهب إلى مقلب آخر في هذا الموضوع".
وأكّد على أنّ الجماعة الإسلامية لم تفتح حالة تعبئة عسكرية
حتى الآن بالرغم من حالة الطلب الكبيرة للانضمام إلى العمل العسكري، وقال
"هذا الموقع الصحيح لشبابنا من أجل الدفاع عن الوطن"، ولكنّنا لا نسعى
إلى خلق حالة تشدّد في البلد، وأضاف "في حال ذهب العدو الإسرائيلي إلى مغامرة
في لبنان واجتياح بري ستكون الجماعة بحاجة إلى توسيع دائرة المواجهة وتغيير أنواعها
مع العدو".
وأكّد على أن الجماعة لا تريد الحرب في لبنان، بل إنّها
تدفعها عن البلد، ولكن في حال فرضت فإن الجماعة ستكون في مواجهة مع العدو
الإسرائيلي.
وعن الحملة الداخلية على الجماعة، قال أبو ياسين "إنّ
من مصحلة الوطن اليوم الظهور بمظهر متكاتف ومتراص في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأضاف
"أنّ الجماعة لديها مروحة تواصل كبيرة مع غالبية النواب والوزراء والقوى
السياسية اللبنانية على اختلاف تنوعّها متابعة لما يجري في فلسطين والجنوب
اللبناني وأداء الجماعة في هذا الموضوع"، كاشفاً أنّ كل اللقاءات لم تشهد
حالة رفض أو اعتراض على ما تقوم به الجماعة، وإنّما هناك آراء متباينة حول
الموضوع.
وحول إطلاق المساعدات من الطائرات في غزة، قال إنّ هدفها
إذلال الناس، وهي لا تسمن ولا تغني من جوع، معتبراً أنّ ورقة تجويع الناس من أوراق
الحرب الناجحة بالنسبة لهم، موضحاً أنّ كل مجزرة يقوم بها العدو الإسرائيلي في غزة
متعمدة وعن سابق تصور وتصميم
وشدّد أبو ياسين على أنّ أي حديث للسلام مع العدو
الإسرائيلي ساذج وبسيط وغير قابل للتطبيق في لبنان، وقال في سياق إنّ المطلوب بل
من واجب النظام المصري أن يقعل المستحيل من أجل فتح معبر رفح، وتأمين المساعدات
لأطفال غزة ومساعدتهم.
أبو ياسين أكد في ختام حديثه على أنّ معركة التحرير بدأت
ولن تتوقّف، والكيان الصهيوني يعلم أن مستقبله على أرض فلسطين أصحبت مستحيلة.