تمتلك الهند وباكستان في المجمل ما
بين 300 و400 رأس نووي (يتقاسمها البلدان بالتساوي تقريبا)، معظمها من القنابل الانشطارية
(بقوة نحو 10-20 كيلوطنا)، مع بعض الأسلحة الهيدروجينية.
وتمتلك كل من الهند وباكستان أيضا صورا
مختلفة من مكونات الثالوث النووي، وهو اصطلاح يشير إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من
الخزينة النووية الإستراتيجية وتتألف من 3 أسلحة رئيسية: قاذفات القنابل الإستراتيجية
(الطائرة)، والصواريخ الباليستية البرية، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات.
بشكل خاص، تمتلك الهند مجموعة صواريخ
آجني "Agni"
متنوعة المدى، والتي تبدأ من آجني-1 بمدى 700-1200 كيلومتر (مدى قصير/متوسط)، وتصل
إلى آجني-5، بمدى يصل إلى 8 آلاف كيلومتر، وهو مدى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات،
بحيث يصل ليغطي جميع أنحاء الصين وما وراءها.
وإلى جانب ذلك، تمتلك الهند منصات بحرية
قادرة على إطلاق الصواريخ النووية مثل الغواصة "أريهانت" (INS
Arihant) وهي أول غواصة نووية تطورها الهند محليا لتكون
قادرة على حمل الصواريخ الباليستية وإطلاقها من البحر، وتُسلح بصاروخ باليستي النوع
"كي-15 ساغاريكا" (K-15 Sagarika) بمدى يبلغ 700 كيلومتر تقريبا، كما جرى تجهيزها للتسلح بالصاروخ الباليستي
كي-4، بمدى يبلغ 3500 كيلومتر تقريبًا.
وإلى جانب ما سبق، تم تعديل طائرات
مثل "ميراج 2000 إتش" (Mirage 2000H) و"سو-30″(Su- 30) و"جاغوار-آي إس" (Jaguar
IS) التي تشغلها القوات الجوية الهندية، لحمل السلاح
النووي، لكن يظل التركيز الرئيسي ونقطة القوة مرتكزا على الصواريخ الباليستية المنطلقة
بريا.
على الجانب الآخر، تمتلك باكستان سلسلة
حتف (بعائلتيها شاهين وغوري)، والتي تبدأ من صواريخ مثل شاهين-1 بمدى يساوي نحو
750 كيلومترا، وصولًا إلى شاهين-3، بمدى نحو 2750 كيلومترا، وفي هذا النطاق يمكن أن
يصيب الصاروخ الجزر الشرقية للهند. إلى جانب ذلك، تم تطوير صاروخ كروز "بابور-3"
والذي يُطلق من الغواصات (بمدى نحو 450 كيلومترا)، كما تم تعديل طائرات "إف-16″(F-16) و"ميراج ⅗" (Mirage ⅗)
لحمل قنابل نووية.
وتختلف صواريخ كروز عن الصواريخ الباليستية،
فهي تطير مثل الطائرات، على ارتفاع منخفض (أحيانًا قريب من الأرض أو سطح البحر)، وتبقى
داخل الغلاف الجوي طوال الرحلة، وتستخدم أجنحة ومحركات نفاثة (مثل الطائرات الصغيرة)،
على خلاف الصواريخ الباليستية التي تُحلق إلى أعلى في مسار يشبه القوس (مسار باليستي)،
وتخرج من الغلاف الجوي وتعود لتضرب الهدف بسرعة عالية.
وتعد صواريخ كروز دقيقة جدًا، وقادرة
على إصابة أهداف صغيرة بدقة، بفضل نظام التوجيه المتطور، وكذلك يمكن لهذه الصواريخ
المناورة والتخفي من الرادار، وهنا تمتلك ميزة على الصواريخ الباليستية، الأقل دقة
والأسهل في الكشف بواسطة أنظمة المراقبة والرادارات.