أسرة ومجتمع

ما هو مرض الكوليرا؟

الكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا.

وتُعدّ الكوليرا من أشد الأمراض فتكاً، وتُسبِّب إسهالاً مائياً حاداً لكل من الأطفال والبالغين. ورغم أن ثلاثة أرباع جميع المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض في أثناء العدوى التي تستغرق من 7 أيام إلى 14 يوماً، فإنها قد تُسبب الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج، لا سيّما لمَنْ يعانون من ضعف الجهاز المناعي. كما أن المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض ينشرون أيضاً البكتيريا عن طريق التَبَرُّز، وهو ما يمكن أن يُسفر عن إصابات جديدة.

الأعراض

لا يمرض أغلب المصابين ببكتيريا الكوليرا (فيبريو كوليرا) ولا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى من الأساس. ولكن بالنظر لحقيقة أن بكتيريا الكوليرا توجد في برازهم لفترة تتراوح ما بين سبعة أيام و14 يومًا، فبإمكانهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.

أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى. بينما يصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالبًا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى.

 

من أعراض عدوى الكوليرا:

- الإسهال: يحدث الإسهال الناتج عن الكوليرا فجأةً وقد يسبِّب فقدانًا كبيرًا لسوائل الجسم — قد يصل لربع غالون (حوالي 1 لتر) في الساعة. عادةً ما يبدو الإسهال الناتج عن الكوليرا باهتًا، وحليبيًّا ويشبه مياه الأرز.

- الغثيان والقيء: يحدث القيء في المراحل الأولى من الكوليرا ويمكن أن يدوم لساعات.

- الجفاف: يحدث الجفاف بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح حدته من بسيط لحاد. فقدان 10% أو أكثر من وزن الجسم يعني حدوث جفاف حاد.

من مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا سهولة الاستثارة، والإرهاق، وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، قلة التبوُّل أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.

يسبب الجفاف فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسئولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسمك. يُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.

مضاعفات الكوليرا

يمكن أن تصبح الكوليرا قاتلة بسرعة في الحالات الشديدة حيث يمكن أن يؤدي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والشوارد إلى الوفاة في غضون ساعات، لكن في الحالات الأقل خطورة يمكن للأشخاص الذين لا يتلقون العلاج أن يموتوا بسبب الجفاف والصدمة بعد ساعات إلى أيام من ظهور أعراض الكوليرا لأول مرة.

 

على الرغم من أن الصدمة والجفاف الحاد هما أسوأ مضاعفات الكوليرا، لكن يمكن أن تحدث مضاعفات أخرى مثل:

1. انخفاض نسبة السكر في الدم

يمكن أن يحدث انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم الذي هو المصدر الرئيس للطاقة في الجسم عندما يصبح الناس مرضى للغاية ولا يمكنهم تناول الطعام، الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المضاعفات والتي يمكن أن تسبب النوبات وفقدان الوعي وحتى الموت.

2. مستويات منخفضة من البوتاسيوم

يفقد المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من المعادن بما في ذلك البوتاسيوم في برازهم، حيث تتداخل مستويات البوتاسيوم المنخفضة جدًا مع وظائف القلب والأعصاب وتهدد الحياة.

3. فشل كلوي

عندما تفقد الكلى قدرتها على التصفية تتراكم كميات السوائل الزائدة وبعض الشوارد والفضلات في الجسم والتي هي حالة قد تهدد الحياة، حيث غالبًا ما يصاحب الفشل الكلوي الصدمة في الأشخاص المصابين بالكوليرا.

علاج الكوليرا

تتطلب الكوليرا علاجًا فوريًا لأن المرض يمكن أن يتسبب في الوفاة في غضون ساعات، وتشمل أبرز العلاجات ما يأتي:

 

1. معالجة الجفاف

الهدف هو تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة باستخدام محلول ملحي فموي حيث يتوفر المحلول كمسحوق يمكن صنعه بالماء المغلي أو المعبأ في زجاجات.

بدون معالجة الجفاف يموت ما يقرب من نصف المصابين بالكوليرا، لكن مع العلاج تنخفض الوفيات إلى أقل من 1%.

2. السوائل الوريدية

يمكن مساعدة معظم المصابين بالكوليرا عن طريق الإماهة الفموية وحدها، لكن الأشخاص المصابين بالجفاف الشديد قد يحتاجون أيضًا إلى سوائل عن طريق الوريد.

3. المضادات الحيوية

على الرغم من أنه ليس جزءًا ضروريًا من علاج الكوليرا، إلا أن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تقلل من الإسهال المرتبط بالكوليرا وتقصير مدة استمراره في الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.

4. مكملات الزنك

أظهر أحد الأبحاث أن الزنك قد يقلل من الإسهال ويقصر مدة استمراره عند الأطفال المصابين بالكوليرا.


ما هو مرض الكوليرا؟