ومع هذا.. غداً العيد.. _


فاديا خالد قباني

يشرق قلبها.. تلاحق خيوط الشمس الذهبية الفجر يودع الليل الساكن بالدعاء.. ويستقبل بزوغ النهار... تتلألأ نظراتها مع نسيم يهفهف... في يوم مبارك.. ينادي الدعاء والتكبير..تسبح الرحمن القادر القدير... اليوم همس الروح ومناجاة الخالق.. وألوف مؤلفة تنادي بقلب واحد لبيك اللهم لبيك... اليوم الكل يطلب المغفرة والعفو ويا رب اعفو عن بلد ذبح على منصة الانانية والتخلي والتولي.. تهفو إلى أيام جميلة بعيدة تحاول ان تنقذ ذاتها من بئر الذكريات.. فحاضرها يحاصرها وهو كاف واف... ترنو إلى جعبة العيد تطالعها نظرات امها الممتلئة بكل حب العالم.. ترمي يد والدها خرجية العيد تخبىء قلبها المشلوح... في براري الحنية.. تصمت ذكريات قلبها على السكيت ومع هذا غداً هو العيد... هي في كل مكان هي في لا مكان... ويا قلب أسكت شوي.. يناديها عصف الايام يهدأها ثبات الايمان.. لا العمر باق.. ولا الايام ثابتة... ومع هذا تنتظر العيد كطفلة.. في قلبها حلو العيد.. وفي خطواتها فركشة الالعاب.. تمسك بيدها..تهرب الكلمات... تمسك بقلبها يترنح العقل.. وفي المساء تنتظر يد حنونة..تسرح شعرها المبلول تهمس في أذنها انت العمر يا صغيرة.. لينام العيد في فراشها المرشوش حب وحنان يدفء أحلامها المبعثرة الهاربة في وطن بلا حدود.. تضع حنية العالم كله غريبة هي الآن..وإحساسها بسيط الآن هي موطن..الاحساس..تحاول ان تقفز فوق الامنيات.. حتى ترف الاحساس لم يعد له مكان غريبة هي وما قادرة تكون وما قادرة ما تكون.. تفتح عالمها.. تتغلغل نحو مشاعر تنادي قدرة قادر قدير.. غداً العيد وستنهال المعايدات بوفرة.. وسيبقى هناك فقير... يحاول ان يتمسك بحبل الايمان... والحمل يهد جبل وجبال.. وسيبقى هناك غني..يتفاخر بالقفز فوق الحبال.. والعيد هو الغني بلمة العائلة.. ومن سرق العيد.. من تاجر بفرحة الفقراء من ضحى بلقمة المسكين..؟؟ دوارة هي كنحلة طنانة هي كعصفور دوري.. مشعة هي كشمس هاربة من الغيم.. جامدة هي كلا استقرار وطن.. ومع هذا اليوم احساسها غريب احساسها لماح.. روحها تهمس... في يوم عرفة تنادي كالملايين.. رحماك يا قادر يا قدير سقطت الإنسانية.. واهتز الجمود..والكل يطلب السلام... اليوم يوم عرفة... والعفو منحة إلهية والرحمة صفة الرحمن والتكبير بصمة الايمان.. لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك... تجمد نظراتها تصوب نحو داخل الوطن المبعثر... والكل موجود مفقود... تهمس لروحها ومع هذا غداً العيد ومع هذا نحن نستحق فرح.. منحنا اياه رب العالمين فيا رب اجعل ايام الناس فرح ينادي عمر وعمر ينادي زمن.. وزمن يتمسك بتلابيب العيد ومع هذا نحن نستحق ان يمر العيد بسكينة وامان وان ينادي الدعاء الايمان... فمن لنا سواك مولاي...... تلملم بعثرات خطواتها تبحث عن نظراتها.. تركض وراء ضحكة مخفية لا هي عصفور لا هي فراشة هي إنسانة... هي دهشة هي فرحة هي بحث وتعب عن نقطة امان هي بعثرة احساس هي مناجاة هي امنية ان ينثر العيد الطمأنينة داخل قلوب العباد... فنحن نستحق.. عيد يا عيد... الناس في انتظارك المشاعر احلام مستيقظة الايمان يقين ثابت... تهمس كلماتها ومع هذا غداً هو العيد...

صحيفة اللواء
ومع هذا.. غداً العيد.. _فاديا خالد قباني