هجوم غادر يمثل قمة الهمجية _


عبدالعزيز الحمادي

الهجوم الجبان الذي قامت به دولة الكيان الاسرائيلي على مقر اجتماع مسؤولين من حماس في العاصمة القطرية الدوحة، مثّل، كما وصفه بعض المحللين، قمة الوقاحة والهمجية التي تمارسها دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تختلق الذرائع والاسباب الواهية في كل مرة للدخول في مغامرات خبيثة تؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط برمتها.

هذا الهجوم الجبان على دولة مسالمة راعية للعديد من جولات محادثات السلام بين حماس ودولة الكيان، هو قمة الاستهتار بالقانون الدولي والمنظومة الدولية برمتها واستهتار بمحادثات السلام التي تأكد للجميع أن هذا الكيان يستخدم هذه المحادثات فقط لتمييع القضايا وتضييع الوقت، وليسوا جادين في الوصول الى أي حلول يمكن أن تؤدي الى إيقاف الحرب الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة الذي يواجه حرب إبادة جماعية وحملة تجويع موجهة ضد المدنيين والأبرياء العزل في قطاع غزة.

لقد لعبت دولة قطر دورا بارزا في الوساطة وبذلت الكثير من الجهود في كل جولة مفاوضات حتى يصل الطرفان الى حل يوقف حرب الابادة في غزة، وهي الجريمة التي أصبحت وصمة عار في جبين الانسانية جمعاء، ورغم الصعوبات والعوائق والاستهداف المستمر لمواقف قطر الا أن ذلك لم يثنها عن السير في طريقها النزيه الذي شهد لها العالم أجمع به إلا المتضررون من السلام والأمن والأمان وهم معروفون ودلت على ذلك أقوالهم وصدقتها أفعالهم الإجرامية على أرض الواقع.

وهذا الهجوم الاعتداء الاجرامي ليس جديدا على سياسات الاحتلال، حيث شنّت إسرائيل مؤخرًا حملة إعلامية وسياسية شرسة ضد دولة قطر، متهمة إياها بدعم المقاومة الفلسطينية واستضافة قيادات من حركة حماس، فيما بدا محاولة يائسة لصرف الأنظار عن فشلها العسكري والإنساني في قطاع غزة، وتغليف إخفاقها السياسي بغطاء من التضليل والتهديدات.

إن هذا الهجوم لا يمكن فصله عن سياق الإرباك الإسرائيلي الداخلي، حيث تواجه حكومة الاحتلال انتقادات غير مسبوقة من الداخل الإسرائيلي، بسبب إخفاقاتها في التعامل مع المقاومة، وعجزها عن تحقيق أهدافها رغم الدمار الهائل الذي ألحقته بالمدنيين العزّل ولم تترك مكانا في غزة إلا والحقت به دمارا شاملا لم يذر لا شجرا ولا حجرا إلا وأحرقه تماما.

لقد جاء هذا التصعيد الجبان ضد قطر في وقتٍ تزداد فيه الضغوط على حكومة الاحتلال داخليًا وخارجيًا، مع تصاعد الأصوات الدولية التي تندد بالجرائم في غزة، ومطالبات بمحاكمة قادة الاحتلال بتهم الإبادة الجماعية ويجمع الكثير من المراقبين على أن استهداف قطر هو جزء من استراتيجية إسرائيلية مكررة تتمثل في تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج ومحاولة تفكيك المواقف العربية التي تدين حرب الابادة في غزة، وكذلك خلق حالة من الفوضى الإقليمية بإشعال فتيل الفتن في كل مكان وذلك هروبا من استحقاقات السلام التي يبدو أنها مكلفة لدولة قائمة على جرائم القتل والتهجير.

قطر ستبقى وفية لمبادئها الراسخة القائمة على السعي دوما الى إحلال الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع ولن تثنيها هذه الأفعال المجرمة التي دانتها كل الدول المحبة للسلام حيث بادرت دول كثيرة من مختلف قارات العالم الى إدانة ما تعرضت له قطر من اعتداء غادر ولاتزال الادانات تتواصل وهو ما يؤكد أن قطر موقفها على الحق وأن المعتدي الذي يحاول الهروب من مواجهة الحقائق المؤلمة هو المهزوم ويحاول أن يحقق لجمهوره انتصارات فارغة لا قيمة لها على أرض الواقع فيما هو بالحقيقة يواجه مأزقا تاريخيا لا يعرف كيفية الخروج منه.

صحيفة الشرق القطرية
هجوم غادر يمثل قمة الهمجية _عبدالعزيز الحمادي