ماهر الخطيبواشنطن إلى مرحلة جديدة من الضغوط: هل بات الصدام الداخلي هدفاً؟! _ ماهر الخطيب


ماهر الخطيب 

منذ أسبايع، كان من الواضح أن ​الولايات المتحدة​ قررت الإنتقال إلى مرحلة جديدة من التعامل مع الملف ال​لبنان​ي، عنوانها الأساسي زيادة الضغوط على السلطات الرسمية، للذهاب إلى المزيد من الخطوات في ملف "​حزب الله​"، حيث من الممكن بسهولة الإشارة إلى مجموعة من المحطات في هذا المجال، التي تبدأ من تصريحات الموفد الأميركي توم براك المتكررة، ولا تنتهي عند زيارة الوفد المالي قبل أيام، بل تشمل أيضاً الإستهداف الذي تعرضت له زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن.

بالتزامن، تستمر الولايات المتحدة في تجاهل الخروقات الإسرائيلية المستمرة لإتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن ينهي عدوان أيلول من العام الماضي، بالرغم من عدم حصول أي خرق من الجانب اللبناني، بل من الممكن الحديث عن أنها تحظى بغطاء مباشر منها، وإلا ما كانت تل أبيب لتستمر في هذا المسار، لا بل الذهاب إلى رفع وتيرة الإعتداءات، مع العلم أن واشنطن ترأس لجنة الإشراف على الإتفاق المذكور.

في الأيام الماضية، كانت الكثير من الأسئلة تُطرح، في الأوساط الداخلية، حول المدى الذي من الممكن أن تذهب إليه ​الضغوط الأميركية​، لا سيما أنها تأتي بالتزامن مع رفع مستوى ​التهديدات الإسرائيلية​ بالذهاب إلى عملية واسعة ضد لبنان، بحسب ما تؤكد مصادر متابعة لـ"النشرة"، خصوصاً أن هناك من كان يؤكد أن واشنطن لا مصلحة لها في الصدام الداخلي على الساحة اللبنانية، كما ليس هناك ما يدفع تل أبيب إلى تنفيذ التهديدات التي تطلقها، لا سيما أنها تحقق ما تريده عبر المستوى الراهن من الإعتداءات.

في هذا السياق، ترى المصادر نفسها أنه من الضروري التوقف عند مسألتين مهمتين، برزتا في الأيام الماضية، الأولى هي توجيه الجيش الإسرائيلي الإتهام إلى "حزب الله" بالوقوف وراء إغتيال القيادي في حزب "القوات اللبنانية" الياس الحصروني، أما الثانية فهي أن الإستهداف الذي تعرضت له زيارة قائد الجيش، جاء بعد أيام قليلة من الدفع الأميركي نحو إجراءات يراد من خلالها إطباق الحصار المالي على "حزب الله"، مع ما يعنيه ذلك من زيادة إحتمالات التوتر الداخلي.

ما تقدم، يقود إلى معادلة أن هناك في الولايات المتحدة من بات، على الأرجح، يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، التي تقوم على أن المطلوب من السلطات الرسمية في لبنان الذهاب إلى المزيد من الخطوات في ملف "حزب الله"، حتى ولو أدى ذلك إلى صدام داخليّ، بالرغم من الكثير من علامات الإستفهام التي من الممكن أن تُرسم على هذا الصعيد، خصوصاً أن تلك السلطات كانت قد حظيت، في الفترة الماضية، على ثناء من واشنطن على أدائه في هذا الملف، ما يتناقض مع المواقف التي تصدر عن بعض الشخصيات الأميركية.

هنا، تذهب المصادر المتابعة إلى الحديث عن أن ما يُطرح من قبل بعض الشخصيات الأميركية ينم على جهل أو تجاهل للواقع الداخلي، نظراً إلى أن تلك الشخصيات تعتبر، منذ فترة طويلة، أن المطلوب من المؤسسة العسكرية الذهاب إلى مواجهة مع "حزب الله"، وهو ما يتناغم، بشكل أو بآخر، مع ما يُطرح من قبل بعض القوى المحلية، وتلفت إلى أن هذا السيناريو مطروح منذ ما قبل العدوان الإسرائيلي في العام الماضي، نظراً إلى أن بعض تلك الشخصيات كانت تعتبر أن الهدف، من أي مساعدة تقدم إلى المؤسسة العسكرية، هو هذه المواجهة.

في المحصلة، تشير المصادر نفسها إلى أن هذا السيناريو يدرك الجميع، تحديداً داخل بعض المؤسسات الفاعلة في الولايات المتحدة، مخاطره، بسبب التداعيات التي قد تترتب على الواقع الداخلي، والتي قد لا تصب في صالح واشنطن في نهاية المطاف، لكنها تلفت إلى أن بعض الأصوات المنادية أو المتبنية له باتت مرتفعة، من دون القدرة على الحسم فيما إذا كان هذا التوجه سيصبح نهائياً لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب، على إعتبار أنه قد يكون جزءاً من مسار الضغوط، دون أن يعني الرغبة في تنفيذه من الناحية العملية.

موقع النشرة
ماهر الخطيبواشنطن إلى مرحلة جديدة من الضغوط: هل بات الصدام الداخلي هدفاً؟! _ ماهر الخطيب