وليد التليلي
لم تسلم دولة في هذا العالم من تأثير قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ طاولت شظايا انفجاراتها كل جهات العالم ودولها، سواء كانت دولاً صغيرة أو كبيرة، صديقة أو عدوة، جارة قريبة أو بعيدة، ووصل صداها طبعاً إلى الدول العربية، وضربت حتى الاقتصاديات الصغيرة، المُنهَكة أصلاً.
وأُدرجت دول عربية عدّة ضمن قائمة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، في الثاني من إبريل/ نيسان الحالي، بحدٍ أدنى هو 10%، ومن بين هذه الدول تونس، بنسبة 28% للرسوم الجمركية التي ستُفرض على السلع التونسية.
وكان حظ بعض الدول العربية الأخرى من هذه الرسوم أقل من تونس، التي تعتبر النسبة المفروضة عليها عالية، وبالتأكيد ليس ذلك مجانياً، وسيُقرأ سياسياً في تداعياته. وطبعاً سيُفاضِل ترامب في قراراته، التي أحدثت زلزالاً عالمياً، بين الدول. وسيكون لصديقته المدلّلة، إسرائيل التي فرض عليها 17% رسوماً جمركية، كل التفهم والمراعاة والدعم، وسيخرج عن زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو إلى واشنطن، اليوم الاثنين، نتائج هذا الدعم الذي لا ينتهي ولا يتوقف، وربما يراعي ترامب بعض أصدقائه المتطرّفين الآخرين من جهات أخرى، لأنها تُقرأ في قلب النسيج المتطرّف الذي يعمل ترامب على وضعه في هذا النظام الدولي الجديد.
وقد أثارت تصريحات ترامب الداعمة لزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، غضباً كبيراً في فرنسا، الأسبوع الماضي. وأدان القضاء الفرنسي لوبان بتهمة اختلاس أموال عامة، ومنعها من الترشح لأي منصب منتخب لمدة خمس سنوات، لكن ترامب اعتبر في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، الخميس الماضي، أن لوبان تتعرض لحملة اضطهاد من "يساريين أوروبيين يستخدمون القانون سلاحاً لإسكات حرية التعبير، وحظر منافستهم السياسية". ورداً عليه، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، أول من أمس السبت، أن دعم ترامب للوبان بمثابة "تدخّل" في شؤون بلاده.
يتذكر الجميع طبعاً تصريح زعيمة اليمين المتطرف ورئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بعد نجاح ترامب في الانتخابات، قائلة: "إنني على يقين من أن الصداقة بين بلدينا والقيم التي توحدنا ستستمر في تعزيز التعاون بين إيطاليا والولايات المتحدة، والتعامل معاً مع التحديات العالمية وبناء مستقبل من الرخاء والأمن لشعوبنا".
لكن سنراقب اليوم حقيقة هذا الكلام المنمّق بعد التهديدات التي تحملها قرارات ترامب على أوروبا، وقد بدأت ميلوني بالإشارة إلى أن تلك القرارات "إجراء خاطئ لا يعود بالنفع على الولايات المتحدة أو أوروبا"، وأضافت عقب إعلان فرض الرسوم الجمركية أن "حكومتها ستعمل على التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لمنع تصاعد التوترات التي قد تضعف الغرب أمام المنافسين العالميين".
العربي الجديد