الى أين يتجه لبنان والمنطقة في ظل عملية الإبادة الجماعية في غزة ... و التهديدات الأميركية للبنان وال


بسام غنوم

يعيش لبنان والمنطقة على فوهة بركان كبير لايعلم الا الله متى ينفجر ويأخذ في طريقه الأخضر واليابس ، فالعدوان الإسرائيلي على غزة اخذ منحى الابادة الجماعية بكل مافي الكلمة من معنى بدعم معلن من الادارة الأميركية التي زودت اسرائيل بكل الاسلحة اللازمة لابادة أهلنا في غزة ، وقد أكدت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس ذلك بالقول :أنّ "من الأولى الخطوات الّتي قامت بها الإدارة الأميركيّة بعد استلام الرّئيس دونالد ترامب منصبه، كانت التأكيد على تزويد إسرائيل بكلّ الأسلحة الّتي تحتاجها لإنهاء الحرب في غزة. لقد زوّدناها بتلك الأسلحة، وسنقف إلى جانبها سواء في جهود تدمير "حماس" أو "حزب الله" أو الحوثيّين".

اما في اليمن فإن الادارة الأميركية تتولى بشكل مباشر العدوان على اليمن عبر حاملة الطائرات هاري ترومان التي تنطلق منها الطائرات والصواريخ لقتل الشعب اليمني ، وتدمير قدراته العسكرية لمنعه من نصرة أهلنا في غزة .

وفي نفس الوقت تحشد القوات الاميركية قواتها في المنطقة ، ويطلق الرئيس ترمب تهديداته لايران في حال لم تستجب للمطالب الأميركية التي تطلب ايران بوقف مشروعها النووي ، وعدم تقديمها اي دعم لاي قوة خارج إيران وتحديدا في لبنان وفلسطين واليمن.

أما لبنان البلد الذي خرج من حرب اسرائيلية مدمرة امتدت لشهرين فما زال تحت تأثير العدوان الاسرائيلي على لبنان الذي تسبب بدمار كبير في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت ، وادى الى متغيرات سياسية في الداخل اللبناني ، اثمرت عن خطاب سياسي جديد يطالب بوقف عمل المقاومة ، والعمل على تلبية المطالب الاميركية والاسرائيلية بدأ من نزع سلاح المقاومة ليس فقط سلاح حزب الله ولكن كل سلاح يمكن أن يشكل خطرا على اسرائيل ، واشارت الى ذلك نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس بالقول الى " أنها متحمسة ومتفائلة بهذه الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، ونحن نطرح دائماً موضوع نزع سلاح حزب الله وليس الحزب فقط بل جميع الميليشيات في هذا البلد، ونستمر بالضغط على الحكومة لتطبيقٍ كاملٍ لوقف الأعمال العدائية، واملت نزع السلاح في أسرع وقت ممكن".

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : الى أين يتجه لبنان والمنطقة في ظل عملية الإبادة الجماعية في غزة ، و التهديدات الأميركية للبنان والمنطقة ؟

من الواضح ان الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب لا تريد اي حلول وسط للوضع في غزة ولبنان والمنطقة ككل.

الرئيس ترامب الذي أعلن أنه يريد تهجير أهلنا في غزة وتحويلها الى منتجع سياحي على شاكلة الريفيرا ، لم يتوانى عن تنفيذ مطلبه سواء عبر امداد اسرائيل بكل الاسلحة اللازمة لتدمير غزة وتهجير شعبها ، وهو ما نشهده حاليا عبر عملية الإبادة لأهلنا في غزة التي تجريها إسرائيل وسط صمت دولي وتواطؤعربي معلن ، مع استعدادات في كل من الأردن ومصر لاستقبال المهجرين من غزة رغم الرفض المعلن لهذه العملية ، إلا ان ما يجري على الأرض في هاتين الدولتين من تهيئة الظروف والأرض لإتمام عملية التهجير لأهلنا في غزة يقول غير يعلنه المسؤولين في الأردن ومصر.

اما منطقة الخليج العربي فهي تغلي على نار حامية مع استمرار العدوان الأميركي _البريطاني على اليمن الذي دخل في مرحلة حاسمة شبيهة بما جرى في لبنان ابان العدوان الاسرائيلي في العام الفائت ، ويجري التحضير لعملية سياسية وعسكرية ضد إيران من أجل استكمال المخطط الأميركي الإسرائيلي في المنطقة.

وبالنسبة الى لبنان فلم تعد الادارة الاميركية تقبل بموضع نزع سلاح حزب الله وكل فصائل المقاومة ، بل اصبحت تتدخل في كل واردة وشاردة في الشأن اللبناني ، وفي الزيارة الأخيرة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس الى لبنان قالت أن على "السلطة والشعب عليهم الاختيار:إما التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد وسنكون شريكًا وصديقًا، اما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة وهنا لا يتوقعوا شراكة معنا"، واستطردت "لم أتحدث مع أحد في لبنان عن موضوع التطبيع، وما نركّز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائية ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية، ونأمل أن نصل لاحقًا إلى مرحلة التفاوض وحلّ النزاعات الحدودية وغيرها من القضايا بين لبنان وإسرائيل".

وهذا يعني أن المطلوب من لبنان ليس فقط نزع سلاح المقاومة ، بل ايضا الاستجابة للشروط الأميركية في السياسة والأقتصاد والأمن وجعل لبنان عمليا تحت الوصاية الأميركية ، وإذا لم يستجب لبنان والحكومة اللبنانية للمطالب الأميركية والاسرائيلية ، فستقوم اسرائيل بضوء أخضر أميركي بتنفيذ ذلك.

بالخلاصة لبنان والمنطقة يعيشون في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة و التهديدات الأميركية للمنطقة ، التي تغلي على صفيح ساخن . فهل تنجح مخططات أمريكا واسرائيل في فرض هيمنتها على المنطقة ، أم يحدث أمرا ما يفشل كل ما تسعى اليه أميركا واسرائيل. " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون " صدق الله العظيم .

موقع مجلة الأمان
الى أين يتجه لبنان والمنطقة في ظل عملية الإبادة الجماعية في غزة ... و التهديدات الأميركية للبنان والمنطقة ؟ _ بسام غنوم