عماد موسى
نفت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" بشكل قاطع ما يتم تداوله بشأن وجود أي علاقة لـ"حزب الله" بالأحداث التي جرت اليوم (أمس) على الحدود اللبنانية السورية. "وكررت "بأن لا علاقة لـ"حزب الله" بأي أحداث تجرى داخل الأراضي السورية" وأنت أيها القارئ "حرّ تصدّق وحرّ ما تصدق" أن دعّاس مدلج "صفّى" ثلاثة جنود من الكتيبة 52 بعد الخطف والرجم والتعذيب وذلك بمبادرة محض شخصية، تبع ذلك ليل صاروخي ومدفعي بامتياز شاركت فيه رابطة الأهالي والجمعيات الخيرية.
والمفارفة أن بعد أقل من 24 ساعة أصيب مصوّر وصحافي على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا بعد استهدافهما بصاروخ كورنيت وهذا النوع متوافر بكميات ضمن ترسانة العشائر التي تضم أيضاً عبوات متطورة ومسيّرات انقضاضية وصواريخ من فئة فادي واحد وفادي اثنين وأبو فادي إلى تشكيلة ترضي كافة الأذواق وفيها رعد وفجر وزلزال وأنسباؤهم في الوطن والمهجر. أما الأسلحة الفردية فما بينحكى فيها.
يُستشف من بيان العلاقات الإعلامية، أن "الحزب الإلهي" اعتزل العمل العسكري والجهادي على الحدود اللبنانية السورية وانصرف عناصره إلى العمل في مجال "تفقيس" الفرّي وزراعة الرمّان "اللفاني" والكرز تاركين للآخرين مهمة الدفاع عن التخوم والثغور بالإضافة إلى العمل النخبوي كأن يؤسس أحدهم شبكة تهريب من وإلى سورية، ويفتتح لشبكته فروعاً في عدد من المناطق ودول الانتشار الإبداعي. ويذهب آخر إلى مجال الـ "كبتاغون" صناعةً وتوضيباً وتصديراً لتعزيز الصمود الاجتماعي، وللكبتاغون اللبناتي تُرفع القبعة في دول العالم أجمع كأنظف بضاعة، منافسة لحشيشة الكيف.
في الجنوب، ظلّ الأهالي لسنوات يقطعون الطرقات أمام آليات "اليونيفيل" ويطاردون قوافلها الشاردة ويرشقون الدوريات بالحجارة أو يمطرونها بالرصاص تصحيحاً لقواعد الاشتباك وإنفاذاً لمندرجات القرار 1701 من دون علم "الحزب" أو إيعاز منه لا سمح الله.
أما في منطقة بعلبك الهرمل فالكلمة الأولى والأخيرة للعشائر في مجال الأمن الحدودي والتجارة والصناعة. العشائر تشق الطرقات وهي تسيطر على الحدود. وهي المرجعية وهي سلطة الأمر الواقع وبالتالي فإن سلاحها منفصل تماماً عن سلاح ميليشيا "الحزب". وبما أن الحكومة عازمة على استكمال حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة وقواها الأمنية والعسكرية، فمن واجبها أن تتوجه إلى " الأهالي" و"العشائر" لإقناعهم بضرورة تسليم ترسانتهم ومخازن أسلحتهم وأن تحل أذرعهم العسكرية. الأمر دونه شروط فالأهالي متمسكون بسلاحهم وفي الوقت عينه منفتحون على الحوار في إطار استراتيجية الأمن الوطني وهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين ببند حل الميليشيات. الأهالي شي والميليشيات شي. والمقاومة شي. والعشائر شي. وحلّها يا نوّاف.
صحيفة نداء الوطن