آدم راسغون وناتان أودنهايمر- نيويورك تايمز
تسعى «حماس» إلى التأكّد من أنّ الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار يتضمّن ضمانات كافية بأنّ المفاوضات ستؤدّي إلى إنهاء دائم لحرب غزة.
ترقّب الإسرائيليّون والفلسطينيّون بقلق يوم أمس، فيما كانت «حماس» تدرس ما إذا كانت ستقبل الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في حرب غزة، وما إذا كان سيتبع ذلك إطلاق سراح الرهائن.
وكان السؤال الحاسم يتمثل في ما إذا كانت «حماس» قد تأكّدت من أنّ الخطة المعدّلة تتضمّن ضمانات كافية تؤدّي في نهاية المطاف إلى إنهاء دائم للحرب المستمرّة منذ ما يقارب السنتَين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيِّين في غزة ودمّرت جزءاً كبيراً من القطاع.
وأصرّت «حماس» على أنّ أي خطة لوقف إطلاق النار يجب أن تُمهّد الطريق إلى وقف شامل ودائم للأعمال العدائية. في المقابل، أصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف موقت لإطلاق النار فقط، حتى يُفكَّك الجناح العسكري لـ«حماس» وحكومتها.
وأكّد حسام الدجني، المحلل السياسي الفلسطيني من غزة، أنّ «تركيز «حماس» ينصبّ على إنهاء الحرب».
ومن المتوقع أن يصدر ردّ من «حماس» بين اليوم وغداً، وفقاً لمسؤول إسرائيلي ومسؤول من دولة وسيطة، تحدّثا بشرط عدم الكشف عن هويّتهما بسبب حساسية المعلومات. حتى في حال قبول «حماس» بالاقتراح الأخير، فإنّ الطرفَين سيحتاجان على الأرجح إلى مزيد من الوقت للتفاوض على التفاصيل، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وفي ما يلي أبرز عناصر الاقتراح الحالي، وفقاً لمسؤول دفاع إسرائيلي وفلسطيني مقرّب من «حماس»، إطّلعا على التفاصيل. وقد تحدّث كلاهما بشرط عدم الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الجهود الديبلوماسية.
إطلاق سراح الرهائن
يدعو الإقتراح إلى إطلاق سراح 10 رهائن أحياء لا يزالون محتجزين في غزة، وإعادة جثامين 18 رهينة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وسيُطلَق سراح الرهائن وإعادة الجثامين على مراحل تمتد على مدى 5 مراحل خلال الهدنة التي تستمرّ 60 يوماً.
ويختلف ذلك عمّا ورد في اقتراح أميركي في شهر أيار، الذي كان يدعو إلى الإفراج عن جميع الأسرى خلال أسبوع واحد من بدء الهدنة.
انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة
بموجب الاتفاق المقترح، سيكون على إسرائيل سحب قوّاتها المنتشرة في غزة، بحسب ما أفاد به المطلعون على الخطة، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ولم يتضح ما إذا كان ذلك يشمل جميع القوات أو جزءاً منها. وخلال وقف إطلاق النار السابق هذا العام، انسحب الجيش الإسرائيلي من أجزاء من غزة، لكنّه لم يغادر القطاع بالكامل.
ضمانات لإنهاء دائم للحرب
ينصّ الاقتراح على أنّ الولايات المتحدة والوسطاء العرب، قطر ومصر، سيتوَلّون ضمان إجراء مفاوضات جدّية لإنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار التي تمتد 60 يوماً.
غير أنّ نتنياهو لمّح الأربعاء إلى أنّ الحرب ليست على وشك الانتهاء، مضيفاً: «لن يكون هناك وجود لحماس. سنحرّر رهائننا وسنهزم حماس».
عدم بث عمليات تسليم الرهائن
بموجب الاقتراح، تمتنع «حماس» عن تنظيم مراسم تسليم رهائن متلفزة كتلك التي قامت بها خلال الهدنة السابقة التي امتدت لشهرَين وبدأت في كانون الثاني.
وقد أثارت تلك المراسم - التي غالباً ما أُجبر فيها الرهائن الإسرائيليّون على إلقاء كلمات يشكرون فيها خاطفيهم - انتقادات دولية وأثارت غضب الإسرائيليِّين.