تقارير خاصة

نتنياهو غارق في وحل غزة... و الطوفان يجتث جذوره

إعداد : لينا عبد الله

خاص : شبكة الفجر

مشهد استخباراتي جديد يعكس حالة الوهن التي باتت تفتك في عمق كيان الاحتلال الصهويني الذي اثبتت المعركة ووحدة الساحات انه اوهن من بيت العنكبوت.

ففي حين تشتد الحرب وطبيعة المعركة ضراوة بسواعد المقاومة على كافة الجبهات، يسجل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اخفاق جديد يضاف الى سجل أكاذيبة التي يعيش في دهاليزها ظنا منه انه يحمي نفسه بكسب مزيدا من الوقت ريثما يرتب البيت الابيض اوارقه الداخلية.

قضية التسريبات الأمنية بمكتب نتنياهو وتداعياتها التي غدت حديث وسائل الاعلام بوصفها أخطر قضية تسريب أمنية تعصف بحكومة الكيان الصهيوني، تقسم الإسرائيليين إلى معسكرين: أتباع نتنياهو ومعارضيه. وحتى قبل السماح بنشر أي تفاصيل، كانت الشائعات تقول إنه "تحقيق سياسي"، بينما في المعسكر المناهض لرئيس الوزراء، تم وصف القضية بعبارات "الخيانة".

فأبرز الشبهات في القضية تتعلق ابتداء بـثلاثة من المعتقلين على ذمة التسريبات، عضوين في المؤسسة الأمنية، و المشتبه به الرئيسي في القضية، إيلي فيلدشتاين، الذي شغل منصب متحدث بمكتب رئيس الوزراء، إذ تتمحور الشبهات حول تسريب ونشر معلومات سرية وحساسة من جهاز الأمن من دون أي صلاحية، والتلاعب بالمعلومات المسربة لوسائل الإعلام الأجنبية.

وحسب الشبهات، قام أفراد من جهاز الأمن بتسريب معلومات حساسة من أنظمة أرشيف جيش الاحتلال الصهيوني بشكل يتعارض مع القانون، ما تسبب بتصاعد مخاوف من حدوث ضرر جسيم لأمن الدولة وخطر على مصادر المعلومات.

ووصلت الوثائق السرية والمعلومات إلى فيلدشتاين، ومن خلاله تم التلاعب بالمعلومات ونقلها إلى وسائل إعلام أجنبية، حيث تم توظيفها بطريقة تخدم مكتب نتنياهو وروايته بكل ما يتعلق بمفاوضات صفقة تبادل المحتجزين الصهاينة والأسرى الفلسطينيين.

أما عن المعلومات الموجودة في جوهر قضية تسريب الوثائق، ففي أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا عن وثيقة منسوبة إلى حماس، حيث يزعم التقرير أن قوات جيش الاحتلال الصهيوني عثرت عليها في قطاع غزة.

وحسب التقرير، فإن الوثيقة التي يعود تاريخها إلى ربيع عام 2024، تفصّل إستراتيجية حماس في قضية المحتجزين الصهاينة، مشيرا إلى أنها شملت الضغط على أهاليهم، وبالتالي على الجمهور داخل كيان الاحتلال والحكومة لقبول صفقة التبادل.

وزعم التقرير أن حركة حماس نفسها لا تسعى إلى إنهاء سريع للقتال، كما جاء في التقرير أن الوثيقة موجودة على جهاز حاسوب يُزعم أنه يخص القائد الشهيد يحيى السنوار.

وقد تبنى نتنياهو المنشور في الصحيفة الألمانية، واستخدمه للإيحاء بأن المتظاهرين الإسرائيليين المطالبين بإطلاق سراح المحتجزين "يقعون في فخ حماس".

و في الأسبوع نفسه من سبتمبر/أيلول الماضي، أشار نتنياهو إلى تقرير آخر في وسائل الإعلام العالمية، هذه المرة في صحيفة "جويش كرونيكل" البريطانية، والذي تبين أنه تقرير كاذب والمعلومات التي تضمنها عارية عن الصحة.

وذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها أن السنوار يخطط لتهريب نفسه ورهائن إسرائيليين إلى خارج القطاع عبر محور فيلادلفيا.

وتناقلت جميع وسائل الإعلام الرئيسية في إسرائيل هذا التقرير في ذلك المساء، وأعطى على ما يبدو صحة لادعاء نتنياهو بأن هناك خوفا من أن تحاول حماس تهريب المختطفين إلى مصر، ومن ثم يجب على إسرائيل الإصرار على وجود عسكري في محور فيلادلفيا.

هذه المعلومات والوثائق السرية تم حظر نشرها داخل الكيان، بحسب وسائل اعلام عبرية، من قبل الرقابة العسكرية قبل نشرها في صحيفة "بيلد"، وذلك خوفا من الإضرار بأمن الدولة. وبعد يومين من نشرها، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا في شبهة تسريب الوثيقة إلى وسائل الإعلام الأجنبية.

فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلًا عن مسؤول أمني إسرائيلي، وجود مجموعة كاملة في مكتب نتنياهو تعمل في الخفاء وتقوم بتجنيد عملاء داخل الجيش وتزوير وثائق ونشر أخبار مضللة، بهدف إحباط صفقة التبادل كلما زادت الضغوط على نتنياهو من عائلات الأسرى لإبرامها.

نتنياهو الذي يختبئ خلف أكاذيبه ليحمي نفسه بات على بعد خطوات من هزيمة محققة قد تلفظ به الى خارج البيت الصهيوني، الامر الذي يطرح تساؤلات عدة عن التطورات التي من المحتمل ان تشهدها المنطقة في المرحلة القادمة في مجريات الحرب وطبيعة المشهد في المرحلة المشهد في الشرق الاوسط على كل الجبهات.

 


نتنياهو غارق في وحل غزة... و الطوفان يجتث جذوره