إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
عاد لبنان إلى الواجهة العربية مع وصول
أول طائرة إماراتية إلى مطار رفيق الحريري الدولي، بعد انقطاع دام أربع سنوات. الرحلة،
التي حملت على متنها وفوداً من السياح الإماراتيين، في خطوة وُصفت بأنها بداية لعودة
العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج.
وقد حظيت الوفود باستقبال رسمي وشعبي
في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث كان في استقبالهم عددٌ من الشبان والشابات اللبنانيين
ارتدوا الزيّ التقليدي وقدموا الورود والبقلاوة للركاب في مشهد رمزي عكس الترحيب بعودة
الأشقاء العرب إلى لبنان.
هذه التطورات تأتي بعد زيارة رسمية
أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون إلى الإمارات، تم خلالها الاتفاق على السماح
بسفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان بالإضافة إلى التعاون في مجالات عدّة.
وقد سبق هذا الحدث، لقاءٌ موسّع عُقد
في السرايا الحكومية جمع رئيس الحكومة نواف سلام وسفراء دول الخليج، في حضور عدد من
الوزراء المعنيين بالشأن الأمني والسياحي. اللقاء الذي يحمل دلالات سياسية وأمنية،
يأتي ليؤكد التزام الدولة اللبنانية بتوفير بيئة آمنة ومستقرة للزوار العرب، وتثبيت
الثقة بدولة التي تتطلع إلى تعزيز علاقاتها الخارجية.
رئيس الحكومة نواف سلام شدد على أن
الحكومة ملتزمة بإزالة كل المخاوف التي قد تحول دون عودة الخليجيين إلى ربوع لبنان،
مؤكداً أن خطوات الإمارات، وفي مقدمتها رفع الحظر عن سفر مواطنيها، تمهّد الطريق لعودة
أشمل للعلاقات اللبنانية – الخليجية.
من جهته، لفت وزير الإعلام بول مرقص،
الذي كان في استقبال الركاب، إلى أن وصول الطائرات الإماراتية هو خطوة بالغة الأهمية
على طريق "إعادة بناء الثقة"، موضحاً أن لجاناً وزارية تعمل بشكل متواصل
لتذليل أي معوقات قد تعترض حركة السياحة الخليجية إلى لبنان. وأضاف مرقص أن لبنان يتجه
إلى إعادة تنشيط السياحة كجزء من استراتيجية وطنية لإعادة إحياء الاقتصاد المنهك، مؤكداً
أن لبنان يرحّب بكافة الزوار الخليجيين و"بانتظارهم في كل الأوقات".
التطور الذي تشهده العلاقات اللبنانية-
الخليجية، يضع لبنان على مسار قد يسهم في تعزيز حضوره الإقليمي والدولي، بعدما شهد
في السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً على مستوى العلاقات الدولية.
وبينما تتهيأ البلاد لموسم صيفي يأمل
اللبنانيون أن يكون واعداً، يبقى الرهان الأكبر على قدرة الحكومة في تحويل هذه المؤشرات
الإيجابية إلى مسار ثابت ومستدام، ينطلق من الأمن وينتهي عند الاقتصاد، مستنداً إلى
دعم عربي طالما شكّل ركيزة للاستقرار اللبناني في مراحل التحول.
لبنان
اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة تموضعه في الخارطة العربية، مدفوعاً بعودة الزخم الخليجي،
وبدعم سياسي وأمني يعكس جدية الدولة في استعادة الثقة.