تقارير خاصة

غزة تواجه مجاعة غير مسبوقة: خطر الموت جوعًا يهدد سكان القطاع!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

من قلب الحصار، من أرضٍ تنزف وتُقتل وتُباد ... المشهد في غزة أصبح أشبه بمأساة مفتوحة.

غزة… التي اعتادت على الألم، باتت اليوم تواجه أقسى كارثة إنسانية. المجاعة ليست مجرد عنوان عابر في نشرات الأخبار، بل حقيقة تنهش الأجساد وتأخذ الأرواح فالوجوه شاحبة، والأجساد هزيلة.

وزارة الصحة في قطاع غزة أطلقت، يوم أمس، نداءً عاجلاً لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر الموت جوعاً، مؤكدةً أن المجاعة بلغت مستويات كارثية غير مسبوقة في تاريخ الحصار المفروض على القطاع.

البيان الرسمي للوزارة وصف الوضع بـ "الانهيار الكامل"، مشيرًا إلى أن 71 طفلًا استُشهدوا حتى اللحظة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينما يُعاني أكثر من 60 ألف طفل من أعراضاً حادة من سوء التغذية، دون أدنى إمكانيات للعلاج.

وفي وقتٍ تتصاعد فيه الأصوات من الداخل، تحذّر المنظمات الدولية من كارثة وشيكة. وكالة "أونروا"، وصفت ما يجري بأنه "تجويع منهجي متعمّد"، مؤكدة أن مليون طفل في القطاع يواجهون خطر الموت. الوكالة أعلنت أن لديها مخزوناً غذائياً كافياً لمدة ثلاثة أشهر، لكن سلطات الاحتلال تمنع دخول المزيد من المساعدات، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.

في السياق ذاته، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن غزة تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال، لافتة إلى أن بعضهم يصل إلى المستشفيات غير قادر على النطق أو الحركة.

المجتمع الدولي صامت… في الوقت الذي يعلو فيه وسم "#غزة_تموت_جوعاً" على منصات التواصل، تبقى صرخات الفلسطينيين بلا مجيب. وفي هذا السياق، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر فلسطيني يحتضن ابنه الذي استشهد خلال انتظار المساعدات. مشهد كارثي لا يمكن أن يستوعبه العقل، فهل هناك وجع أكبر من هذا؟

وعلى الأرض، لا يكتفي الاحتلال بإغلاق المعابر ومنع الغذاء، بل يستهدف بشكل مباشر المدنيين المنتظرين للمساعدات. ليصبح المشهد أمام المستشفيات، مرضى يدخلون بأجسادهم الهزيلة نتيجة الجوع ومصابون جراء استهدافهم من قبل الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات.

المشهد الكارثي هذا دفع وزارة الصحة إلى إطلاق صافرات سيارات الإسعاف في كافة أنحاء القطاع كنداء استغاثة جماعي وتحذير من تفاقم المجاعة وتدهور القطاع. فالقطاع الصحي لم ينجُ من الكارثة...صافرات لا تعلو لإسعاف جريح فحسب، بل تصرخ باسم الجوع والموت والخذلان.

إنها صرخة ضمير أخيرة من قطاع يحتضر، ومن شعب يُقتل جوعاً، أمام العالم، ووسط صمتٍ أصبح في حد ذاته شريكاً في المأساة. لا قرارات فاعلة، لا تدخل حقيقي. والأطفال في غزة، يموتون ليس فقط من الجوع، بل من الخذلان.

 

 


غزة تواجه مجاعة غير مسبوقة: خطر الموت جوعًا يهدد سكان القطاع!