إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
يعود لبنان هذا الصيف إلى المشهد السياحي بقوة، متحدياً
تداعيات الحرب الأخيرة بين الكيان الإسرائيلي وإيران، ومؤكداً مرة جديدة أن النهوض
ممكن رغم كل التحديات والظروف.
اثنا عشر يوماً كانت كفيلة بتهديد موسم سياحي واعد...
أزمة إقليمية كادت أن تطفئ بريق الصيف اللبناني، لكن الإصرار كان أقوى. ومع انتهاء
الحرب، بدأت ملامح العودة تتجلى، وأولى البشائر جاءت من بوابة المطار، حيث ارتفع عدد
الوافدين من سبعة آلاف مسافر يومياً خلال ذروة الأزمة إلى اثني عشر ألفاً، فيما أعادت
معظم شركات الطيران العربية والأجنبية تسيير رحلاتها المنتظمة إلى بيروت.
ووسط هذه الأجواء التي بدأت تتنفس، كانت مهرجانات
بيت الدين أولى المؤشرات على انطلاق موسم ثقافي وسياحي ينتظره اللبنانيون والمنتشرون
والسياح العرب. فالمهرجان الذي كان قد أُعلن عن تعليقه بسبب التوترات الأمنية، عاد
مجدداً تحت شعار "مكملين رغم كل التحديات"، ليشكل محطة أمل وعنواناً لصيف
مختلف.
مساء الخميس، افتتحت مهرجانات بيت الدين بأمسية بعنوان
"ديوانية حب"، بحضور رسمي وشعبي لافت. رئيس الحكومة نواف سلام، السيّدة الأولى
نعمت عون، وعدد من الوزراء والسفراء والدبلوماسيين كانوا في الصفوف الأولى، إلى جانب
جمهور واسع احتشد في باحات القصر التاريخي.
المشهد لم يكن فنياً فقط، بل سياسياً واقتصادياً
واجتماعياً بامتياز. حضور الوزراء على المسرح،
مشاركتهم، والتصفيق الحار الذي رافق الأغاني الوطنية، كلها عكست حاجة اللبنانيين، مسؤولين
ومواطنين، إلى مساحة من الضوء، وإلى استراحة وجدانية من كل ما عاشوه في الأسابيع الأخيرة.
وسبق وأن أكّدت وزيرة السياحة لورا لحود أن العودة
السياحية ليست عابرة، بل مدروسة، وهي جزء من خطة مستدامة تستهدف إعادة تنشيط الاقتصاد
من خلال تنويع السياحة، بين ثقافية وبيئية ودينية وطبية. ولفتت الوزيرة إلى أهمية مهرجانات
المناطق كافة، معتبرة أن اللامركزية السياحية باتت حاجة وطنية، تسمح لكل بلدة بأن تنهض
وتقدّم خصوصيتها للزوار.
هذه البداية أعادت الثقة إلى القطاع السياحي، فأكدت
أن الدولة ولو جزئياً جاهزة للدفع بهذا القطاع الحيوي إلى الأمام. وأن الشراكة بين
القطاعين العام والخاص لا تزال ممكنة.
بيت الدين لم يُغلق أبوابه، وصيف لبنان بدأ رغم الحروب
والصراعات الإقليمية... وما زال في هذا البلد من يقول: الحياة مستمرة.