تقارير خاصة

طوفان الأقصى يفتك بالكيان

إعداد :لينا عبد الله

خاص شبكة الفجر

منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفاقمت الصراعات الداخلية والانقسام بالمجتمع الصهيوني، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب أهلية، وتعزز ذلك مع فشل تحقيق حكومة الاحتلال أهدافها من الحرب على غزة، واستعادة الأسرى الصهاينة من قبضة المقاومة الفلسطينية.

وبعد مرور عام على الطوفان، لا يزال الكيان الغاصب يتكبد الخسائر، ويفقد ميزانيته الاقتصادية، ويشهد رحيلاً للنخب الليبرالية، فيما فشلت حكومة الاحتلال في إعادة أي شعور بالوحدة بين مواطنيها، وتمسكت بدلاً من ذلك بسياساتها التي تثير الانقسام، وتقترب قواتها القتالية من الإرهاق في أطول معركة تخوضها،

وحتى إذا لم تصدر المحاكم الدولية أوامر اعتقال بحق قادتها، فسوف تضطر إسرائيل إلى التعايش مع العواقب الأخلاقية والسمعة، في الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم، للموت والدمار الذي أحدثته في غزة، بحسب تحليل في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

وتشير مجلة "الإيكونوميست" إلى انقسامات عميقة وغير مسبوقة في المجتمع الإسرائيلي رغم المظهر الخارجي للوحدة.

إلى ذلك أظهر استطلاع نشره باحثون في الجامعة العبرية بالقدس، أن الإسرائيليين غير راضين عن حالة القتال بغزة، ويرون أن عودة الأسرى الإسرائيليين هو الهدف الأكثر أهمية في الحرب، وأنهم غير متفائلين بشأن مستقبل الدولة.

وبحسب تحليل صحيفة "فورين أفيرز" الأميركيا، فإن الهجوم الذي نفذته حركة حماس حطم ثقة الإسرائيليين بأنفسهم، وقلب المعتقدات الراسخة منذ فترة طويلة حول أمن إسرائيل وسياساتها ومعاييرها المجتمعية.

كما فقدت قيادة جيش الاحتلال هيبتها بين عشية وضحاها مع ظهور التفاصيل حول كيفية فشلها في منع عبور مجاهدي القسام ثم وصولها متأخرة للغاية لإنقاذ المستوطنين في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

ورغم مزاعم جيش الاحتلال بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس، وحديثه عن تفكيك قسم كبير من شبكة الأنفاق بغزة، إلا أن العديد من الإسرائيليين مازالوا يشعرون بالهزيمة، ويعتقدون بأنه فشل في تحقيق النصر، فلم يستسلم زعيم حركة حماس يحيى السنوار، ولا يزال اسرى الاحتلال محتجزون في غزة.

من جانبه قال البروفيسور الإسرائيلي آرون تشيخانوفر، إن "هجرة الأدمغة" المتسارعة للأطباء وغيرهم من المهنيين في المجتمع الإسرائيلي تعتبر علامة مقلقة على أن بعض النخبة في إسرائيل يشعرون بأنهم لم يعد لديهم مستقبل في إسرائيل.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذر رئيس المجلس الاقتصادي الوطني السابق لنتنياهو، يوجين كاندل، والخبير رون تسور، من أن إسرائيل تواجه تهديداً وجودياً، موضحين أن "هناك احتمال كبير بأنها لن تكون قادرة على الوجود كدولة يهودية ذات سيادة في العقود المقبلة".

ومن بين التهديدات التي سلط المحذرون الضوء عليها ارتفاع معدلات الهجرة في المجتمع الإسرائيلي، وخاصة بين الأشخاص الذين بنوا قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل والمدارس والمستشفيات الحيوية لجذب النخبة العالمية.

وفي مقال نشره الكاتب الإسرائيلي ديفيد أوهانا على صحيفة "هآرتس"،قال إن الهوية اليهودية المشتركة بين الإسرائيليين تتعرض لتصدعات كبيرة في الفترة ما بين رأس السنة العبرية الماضية ورأسها الحالي.

وعبّر عن تخوّف العديد من الإسرائيليين من أن الاحتجاجات ضد الحكومة قد تؤدي في النهاية إلى تمرد مدني وربما حتى حرب أهلية.

إذا... هذه هي الصورة الواقعية للكيان المزعوم من الداخل بحسب ما تعكسه اراء النخب المثقفة و المطلعة، و التي ترصد واقع الكيان من الداخل وترصد هشاشة تلك الصورة التي لطالما ادعت المشهد الاسطوري من التماسك و الوحده الداخلية.


طوفان الأقصى يفتك بالكيان