تقارير خاصة

سفيرات لبنان... وجوه نسائية في السلك الدبلوماسي ومشهد سياسي يتغيّر!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

من السياسة إلى الدبلوماسية، من الميدان إلى المنصة، ها هي المرأة اللبنانية تثبت مجدداً أنّ صوتها ليس فقط مسموعاً، بل حاضراً... مؤثّراً... وفعّالاً.

في مشهدٍ يحمل الكثير من الدلالات، أعلن لبنان مؤخراً عن تعيين عدد من السفيرات في بعثات دبلوماسية رئيسية حول العالم. خطوةٌ تُعدّ تتويجاً لمسار طويل من النضال، والدفع باتجاه تكريس مبدأ المساواة في التمثيل داخل مؤسسات الدولة.

وقد حملت التشكيلات الدبلوماسية الأخيرة بارقة أمل حقيقية في مسار التمكين السياسي للمرأة اللبنانية، إذ تضمّنت هذه التشكيلات عدداً ملحوظاً من السيدات في مناصب سفيرات، بلغت نسبتهن نحو 24 في المئة.

هذه النسبة، وإن بدت غير مكتملة من حيث التوازن، تشكّل خطوة نوعية ومتقدّمة، لا سيّما إذا تم مقارنتها بالمعدّل العالمي الذي لا يزال دون الطموح، حيث أظهرت الإحصاءات لعام 2024 أن نسبة النساء في مناصب السفراء حول العالم لم تتجاوز 21 في المئة.

بهذا الإنجاز، يكون لبنان قد تفوّق على المعدّل العالمي، مثبتاً أن المرأة اللبنانية قادرة على تمثيل وطنها بكفاءة على الساحة الدولية، تماماً كما أثبتت حضورها في الداخل، في مختلف مفاصل العمل العام والسياسي.

لكن، قبل أن تصل المرأة اللبنانية إلى هذا الإنجاز... كان الطريق طويلًا، مليئًا بالتحديات.

في بلدٍ لطالما لعبت فيه المرأة دوراً محورياً في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، ظلّ العمل السياسي حكراً، في الغالب، على الرجال. سنوات طويلة غابت فيها المرأة عن مراكز القرار. كانت حاضرة في التظاهرات، في النضالات، في الخطوط الأمامية، لكنها غائبة عن طاولات القرار... حتى بدأ التغيير.

خلال العقدين الماضيين، شهدنا صعود نساء كفؤات في العمل العام: نائبات، وزيرات، ورئيسات بلديات. ورغم أن الأرقام لا تزال غير منصفة، إلا أنّها تعكس تحولاً تدريجياً في نظرة المجتمع والسياسة لدور المرأة.

ولعلّ الانتخابات البلدية التي جرت في لبنان الشهر الماضي، شكّلت نقطة تحوّل حقيقية. فقد سجّلت نسبة ترشّح النساء ارتفاعاً ملحوظاً، وشاركن بفعالية في السباق البلدي، لا كواجهة رمزية، بل كمنافسات جديات يحملن رؤى تنموية واضحة.

نساء من كل المناطق اللبنانية خضن التجربة، واجهن التحديات، ودخلن عالم السياسة... بعضهن فزن، وبعضهن خسرن المعركة الانتخابية، لكن جميعهن كسبن الرهان الأكبر: كسر الصورة النمطية، وإثبات أن المرأة يمكنها أن تكون جزءاً من مجال السياسة.

أما اليوم، ومع تعيين سفيرات في مواقع دبلوماسية، فإن الرسالة أصبحت أوضح: المرأة اللبنانية قادرة على تمثيل بلادها في المحافل الدولية، وإيصال صوت لبنان إلى العالم.

لذلك، فإن كل إنجاز نسائي مهما بدا صغيراً يحمل في طيّاته معنى كبيراً. هو ليس فقط تقدُّماً فردياً، بل إنجازٌ لكل النساء اللواتي لم يستسلمن للصورة النمطية، وثابرن.

 


سفيرات لبنان... وجوه نسائية في السلك الدبلوماسي ومشهد سياسي يتغيّر!