تقارير خاصة

حزب الله بين التهديد والواقع... هل يستطيع التّصدّى للتَّوغُّل البرِّيّ؟

إسلام جحا - خاصّ الفجر

يلوِّح الجيش الصُّهيونيُّ منذ بداية ما سمَّاه "سهام الشّمال" بشنِّ عمليَّةٍ برِّيَّة يعتقد أنَّها ستحسم المعركة التي يخوضها مع لبنان منذ نحو السَّنة. أعدَّ الاحتلال عدَّته وعتاده بعد اغتيال قيادات حزب الله، وحضَّر 4 فرقٍ من قوّات النُّخبة في الجيش تعمل لتحقيق هدفٍ واحدٍ وهو إعادة سكّان الشّمال لبيوتهم.

حزب الله ينتظر ليحوِّل أرض الجنوب إلى "وحلٍ وجهنّم". قالها الأمين العام لحزب الله السَّيِّد حسن نصرالله منذ أقلَّ من أسبوعين، وأعاد تأكيدها نائبه الشيخ نعيم قاسم يوم أمس "أنّ الحزب مستعدٌّ لهذه المعركة". فهل الحزب مستعد فعلًا للتّصدي لهذه العمليّة بعد فقدان قيادات الصّف الأوّل؟

مَن يراقب التّصريحات يدرك أنّ حزب الله في"قمّة الجهوزيّة على الأرض في الجنوب"، لأنّ التّدريبات والاستعدادات كانت تتمّ على قدمٍ وساقٍ منذ سنواتٍ، وتضع القيادات في الصّفوف الأماميَّة هذا الاحتمال في مقدّمة الاحتمالات، وإن كانت الحرب قد أخذت على مدى أحد عشر شهرًا شكل المناوشات الخفيفة.

ويدرك حزب الله أيضًا أنَّ المرحلة حسّاسةٌ، ولذا هو بدأ بترتيب صفوفه الدّاخليّة وهيكلة قياداته بسرعة، لأنّه يعلم انّ الجانب الصّهبونيّ يستغل انشغال الأمريكيّبن بالانتخابات ويلعب بورقة تسارع الضّربات لعدم إراحة المقاومة لتتمكن من ترتيب أمورها. هذه المسألة ينظر إليها حزب الله بجدّيّة لتكبيد العدوّ أيّ خسارةٍ من أيّ نوعٍ في الجنوب فـ"التَّوغُّل البريّ المعادي سيشكل بداية للحلّ بالنسبة للصهيوني" الذي يحاول فك ارتباط جبهة لبنان عن جبهة غزة فيحقق انتصارًا من وجهة نظره في التفاوض على الأقلّ وفرض مزيدٍ من الشروط.

ويشكّل حزب الله أكبر وأقوى جيشٍ غير نظاميٍّ في العالم، يمتلك ترسانةً ضخمةً من السّلاح تجعله قادرًا على الصّمود لسنواتٍ. وقد تضع صواريخُه التي كان قد عرض جزءًا منها في "عماد ٤" المنظومةَ الدّفاعيّة الصّاروخيّة الصّهيونيّة على المحك، على الرّغم من الضربة التي تلقاها الحزب في الشّهر الأخير. وفي أسوأ الاحتمالات فإنّ تسييره عدّة مسيّراتٍ في وقتٍ واحدٍ كفيل بإرباك الكيان حتى لو سقطت في أرض الميدان دون تحقيق أهدافها العسكريّة أو الاستخباراتيّة.

 

إن إطلاق صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى دون أن تصيب أهدافها سيكون كفيلًا بأن تدوّي صافرات الإنذار في الشمال ونعود مجددًا إلى نقطة الصّفر التي لا يريدها نتنياهو. وعلّ الدليل الأقوى على أنّ حزب الله ما زال قادرًا على المواجهة هو أنّه لا زال يطلق صواريخه إلى مستوطنات الشمال، ولا زال العدوّ يشنّ غاراته على لينان بشكلٍ جنونيٍ.


حزب الله بين التهديد والواقع... هل يستطيع التّصدّى للتَّوغُّل البرِّيّ؟