تقارير خاصة

تصعيد صهيوني في الجنوب: بناء جدار خرساني وخروقات للخط الأزرق!

أمل الزهران/ خاص الفجر

يشهد الجنوب اللبناني توتراً متصاعداً، مع استمرار الخروقات الصهيونية على الخط الأزرق وبدء بناء جدار إسمنتي داخل الأراضي اللبنانية، في وقتٍ عقدت لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية اجتماعاً طارئاً في رأس الناقورة، تزامناً مع مواقف رسمية لبنانية دعت إلى التمسك بالحوار والدفاع عن السيادة.

ميدانياً، بدأت قوات العدو الإسرائيلي بتشييد جدار خرساني ضخم يمتدّ لنحو كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية، خلف الخط الأزرق، مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى تعزيز دفاعات العدو على الحدود الشمالية.

وسائل إعلام محلية ودولية بثّت مشاهد تُظهر آليات عسكرية صهيونية تقوم بأعمال تجريف داخل الأراضي اللبنانية، متجاوزةً الخط الأزرق بعدة مئات من الأمتار، في خرقٍ واضح لسيادة لبنان ولاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي.

بناء الجدار الإسمنتي داخل الأراضي اللبنانية، هو خطوة استفزازية خطيرة وعدواناً مباشراً على السيادة الوطنية، وانتهاكاً صارخاً لكل الاتفاقات والقرارات الدولية.

وفي السياق نفسه، عقدت لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) اجتماعاً في مقرّها في رأس الناقورة، بمشاركة ممثلين عن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، واستمرّ اللقاء نحو ثلاث ساعات خُصصت لعرض الوقائع الميدانية ومناقشة الانتهاكات الصهيونية الأخيرة.

تزامناً، رافق الجيش اللبناني واليونيفيل أصحاب مزارع مدمّرة في منطقة غاصونة لاستخراج معداتهم من المناطق القريبة من الحدود، في ظل تحليقٍ مكثّف للطيران التابع للعدو فوق قرى الجنوب.

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد أن لبنان لم يتسلّم بعد أي رد على خيار التفاوض الذي طرحه لتحرير الأراضي المحتلة، مشدداً على أن "منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا أن نذهب إلى قوة المنطق".

عون أشار إلى أن الحرب جلبت الويلات، داعياً إلى استثمار أجواء التسويات في المنطقة، ومطمئناً إلى أن الحديث عن "تلزيم لبنان إلى سوريا" غير مبرّر، لأن استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان.

من جهته، حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن "المخاطر الإسرائيلية التي تهدد الجنوب، تهدد كل اللبنانيين"، داعياً إلى مقاربة وطنية موحدة في مواجهة التحديات.

كما شدد بري على أهمية دور لجنة "الميكانيزم" والدول الراعية لوقف إطلاق النار في إلزام العدو الإسرائيلي بوقف عدوانه وانسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة، معتبراً أن الأزمات الداخلية سببها عدم تنفيذ الإصلاحات المنصوص عليها في اتفاق الطائف، ولا سيما بند الإنماء المتوازن.

وبينما تستمر قوات العدو الإسرائيلي في بناء الجدار الإسمنتي وتحليق طيرانه في الأجواء اللبنانية، يبقى الجنوب محور المتابعة، وسط دعوات رسمية وشعبية للتصدي للخروقات الصهيونية عبر الحوار، وتفعيل الأطر الدولية لحماية السيادة اللبنانية.

 


تصعيد صهيوني في الجنوب: بناء جدار خرساني وخروقات للخط الأزرق!