تقارير خاصة

تصاعد التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلي يرفع أسعار النفط عالمياً!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

مع تصاعد التوترات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط، وتحديداً بين إيران والكيان الإسرائيلي، تعود أسعار النفط إلى الواجهة كعامل قلق رئيسي في الأسواق العالمية. فقد قفزت الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر، حيث تشهد أسعار النفط العالمية ارتفاعاً حاداً، يعود هذا الارتفاع المباشر إلى تصاعد الضربات المتبادلة، والتي أثارت المخاوف من توسّع النزاع إلى مواجهة إقليمية شاملة قد تهدد أمن مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لشحنات النفط عالميًا. يُذكر أن ما يقارب 30% من صادرات النفط العالمية تمر عبر هذا المضيق الحيوي.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من عدم اليقين، حيث دفعت المخاوف من تعطل الإمدادات التجار والمضاربين إلى زيادة الطلب على العقود الآجلة للنفط، ما ساهم في دفع الأسعار نحو مستويات مرتفعة. ومن المتوقع في حال إغلاق مضيق هرمز أو استهداف منشآت نفطية كفيل برفع الأسعار إلى ما فوق 90 دولاراً للبرميل، في حال استمر التصعيد.

ارتفاع أسعار النفط لا ينعكس فقط على تكاليف الوقود، بل يُشكّل ضغطًا تضخمياً عالمياً. حيث تؤدي زيادة أسعار الطاقة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج والنقل، ما ينعكس على أسعار السلع والخدمات. وفي الوقت نفسه، تواجه الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديات إضافية في مكافحة التضخم، إذ أن ارتفاع النفط يُقوّض جهود البنوك المركزية في الحفاظ على استقرار الأسعار.

وقد بدأت بالفعل بعض المؤشرات بالظهور، حيث سجّلت أسواق الوقود في الولايات المتحدة ارتفاعاً بلغ 20 سنتاً للغالون خلال الأيام الأخيرة، فيما تواجه أوروبا ضغوطًا إضافية في ظل محاولاتها تقليل الاعتماد على روسيا بعد غزو أوكرانيا، ما يجعل أي اضطراب جديد في إمدادات الشرق الأوسط أكثر خطورة.

في الوقت الراهن، ما تزال البنية التحتية الإيرانية المخصصة لتصدير النفط سليمة، ولم يتم تسجيل تعطيل مباشر للإمدادات. غير أن السيناريوهات الأسوأ تظل قائمة. وإذا توسّع النزاع أو أقدمت إيران فعلياً على إغلاق المضيق، فإن السوق قد يدخل في مرحلة من التقلب الحاد وارتفاعات قياسية للأسعار.

تنامي المخاوف من انفجار الصراع بين إيران والكيان إلى حرب إقليمية شاملة يُهدد استقرار أمن الطاقة العالمي، في ظل عجز القوى الكبرى حتى الآن عن احتواء التصعيد، واستمرار ارتفاع أسعار النفط كعامل ضغط سياسي واقتصادي متزايد.

إذن، يبقى المشهد النفطي العالمي في حالة ترقب حذر. وبينما تتحرك الأسعار وفق التطورات السياسية والعسكرية، تُطرح تساؤلات حول جاهزية الدول المستوردة، ومنها لبنان، لمواجهة أي طارئ. فهل تعلّمت المنطقة من تجاربها السابقة؟ وهل باتت مستعدة لمواجهة أزمة طاقة جديدة في حال تحوّل النزاع إلى صراع إقليمي واسع؟

يمكن القول بأن المشهد يبدو مفتوحاً على كافة السيناريوهات...

 


تصاعد التوتر بين إيران والكيان الإسرائيلي يرفع أسعار النفط عالمياً!