إعداد: أمل الزهران.
خاص: شبكة الفجر.
الانتخابات البلدية والاختيارية في
مرحلتها الثالثة جرت يوم أمس في بيروت، البقاع، وبعلبك الهرمل، حيث أغلقت صناديق الاقتراع
مساءً بعد عملية انتخابية طويلة شهدت إجراءات أمنية مشددة لضمان سير العملية الانتخابية
بسلاسة.
بدأ اليوم الانتخابي في تمام الساعة
السابعة صباحاً، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين وسط استعدادات لوجستية
وأمنية كبيرة في كافة مراكز الاقتراع.
فوسط الأجواء الانتخابية الممزوجة بالحماس
والتنافس، شهدت المحافظات إقبالاً متفاوتاً بين مختلف المناطق. ففي بيروت، العاصمة
التي عادة ما تشهد اهتماماً كبيراً نظراً لأنها تضمن أكبر مجلس بلدي، سجلت نسبة الاقتراع
20% مع إقفال صناديق الاقتراع، وهي نسبة الأقل بين المحافظات. وقد سادت أجواءً من الهدوء
صباحاً في العاصمة بيروت، مع انطلاق العملية الانتخابية وسط حضور أمني مكثّف وتنظيم
دقيق داخل مراكز الاقتراع. ورغم هذه النسبة، تواصلت المنافسة بين لوائح متعددة تمثل
أطيافاً سياسية متباينة، في وقت يُراهن فيه على إمكانية ولادة مجلس بلدي يعيد بيروت
العاصمة أفضل مما كانت.
في البقاع، كانت الأجواء أكثر حيوية
وحماساً، حيث بدت المشاركة لافتة منذ ساعات الصباح الأولى، وبلغت نسبة الاقتراع النهائية
نحو 42.94%. المشهد البقاعي اتسم بتنافس واضح، فيما عكست نسبة الاقتراع رغبة واضحة
من المواطنين في التأثير على تشكيل المجالس البلدية، وهذا ما كان واضحة من خلال مشهد
اقبال الناخبين في مراكز الاقتراع.
أما في محافظة بعلبك الهرمل، فقد كانت
المنافسة أكثر حماسة، حيث وصلت نسبة الاقتراع إلى 44.60% وهي الأعلى بين المحافظات
الثلاث. أجواء الانتخابات هنا كانت حماسية ومشحونة، والمنافسة كانت قوية بين اللوائح
السياسية والعائلية.
ولكن بطبيعة الحال لم تخلو هذه الأجواء
الانتخابية من بعض الإشكالات مما أدى إلى توقف عملية الاقتراع في بعض المراكز، إلا
أن القوى الأمنية عملت على حلها وسط تعزيزات مكثفة لضمان عودة الأجواء الهادئة للانتخابات.
أما بالنسبة الى الشكاوى، فقد كانت معظمها إدارية.
في سياق الانتخابات، أكد رئيس الحكومة
نواف سلام، خلال الإدلاء بصوته في مدرسة عمر فاخوري في بئر حسن، أن الانتخابات هي خطوة
مهمة لخدمة بيروت وأهلها. كما أكد الرئيس سلام على أن الانتخابات البلدية والاختيارية
تشكّل فرصة حقيقية لأهالي بيروت ليعبّروا عن خيارهم تجاه مدينتهم.
أما وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار،
فشدّد خلال متابعته العملية الانتخابية من بعلبك، على أن التنافس السياسي مشروع، لكن
الهدف يجب أن يبقى إنمائيًا. وأشار إلى أن نسب الاقتراع جيدة في البقاع وبعلبك، بينما
ما تزال منخفضة في بيروت. وخاطب أهالي العاصمة بالقول:
"خلّي بلديتكن تتمثّل بشكل صحيح،
وبيروت يجب أن تبقى الوجه المشرق للبنان". وقد كان لوزير الداخلية جولة تفقدية
لسير عملية فرز الأصوات في بيروت.
بين هدوء بيروت، وحيوية البقاع، وحماسة
بعلبك الهرمل، ترسم المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية لوحة متباينة
تعكس الواقع اللبناني المركّب. فالإقبال المتفاوت بين المحافظات لا يعكس فقط تفاوت
الحضور الشعبي، بل يرمز أيضاً إلى أبعاد سياسية.
ومع انتهاء هذا اليوم الانتخابي الطويل،
تتجه الأنظار إلى نتائج الصناديق، التي قد تحمل معها إشارات واضحة على التحولات التي
يمر بها الشارع اللبناني، ومدى قدرة المجالس المحلية الجديدة على مجاراة التحديات الخانقة
والآمال المعلّقة عليها.