تقارير خاصة

اِحْتِمَالِ تَوَسُّعِ ٱلْمُوَاجَهَةِ بَيْنَ إِيرَانَ وَٱلْكِيانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى نِزَاعٍ شامل

إعداد: حيدر ويس.

خاص: شبكة الفجر.

تعيش المنطقة على وقع تصعيد غير مسبوق بين إيران والكيان الاسرائيلي، وسط تبادل للضربات وتوتر متصاعد قد يغيّر قواعد الاشتباك الإقليمية. فالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية في أصفهان وتبريز وهمدان، قابلتها طهران بإسقاط مسيّرات، وتحذيرات من ردود محسوبة لكن مؤلمة، في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية والدولية حراكًا متزايدًا، سياسيًا وعسكريًا.

في قراءة أولية لميزان القوى، يبدو الكيان صاحبة اليد الطولى في سلاح الجو، مع امتلاكها أحدث المقاتلات والقدرات التكنولوجية، إلا أن إيران، التي تعاني من ضعف جوي نسبي، تراكمت لديها خبرات وقدرات صاروخية عالية الدقة وطائرات مسيّرة هجومية، مكّنتها من فرض معادلة ردع جديدة في السنوات الأخيرة.

ويشير العقيد الركن والخبير الإستراتيجي حاتم كريم الفلاحي إلى أن طهران باتت تملك القدرة على توجيه ضربات موجعة، رغم محدودية دقة بعض أسلحتها، وهو ما تجلّى في حجم الأضرار التي طالت الداخل الإسرائيلي في الأيام الماضية.

اللافت في المشهد أن الكيان الإسرائيلي، رغم مبادرته إلى التصعيد، لا يبدو مستعد لحرب طويلة الأمد، وفق ما يؤكد الفلاحي، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه استنزافًا حقيقيًا بسبب حرب غزة المستمرة، وتعدد الجبهات المشتعلة في لبنان وسوريا والضفة الغربية.

في المقابل، تُظهر إيران قدرة على تحمّل تبعات المواجهة، مستفيدة من قاعدة صناعية محلية متينة، وتنوّع في منصات الإطلاق، يُصعّب على منظومات الدفاع الإسرائيلية مهام الاعتراض، ويزيد من الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية اقتصاديًا ونفسيًا.

التطور الأبرز في هذه الجولة، كان إعلان وزير الدفاع الباكستاني وقوف بلاده إلى جانب إيران بـ”كافة الوسائل الممكنة”. وقد تزامن ذلك مع تقارير عن وصول شحنة صواريخ باكستانية إلى الأراضي الإيرانية، ورصد طائرة شحن عسكرية في الأجواء، ما عزّز الفرضيات حول دعم عسكري محتمل غير معلن.

ويطرح بعض المراقبين، ومنهم اللواء محمد الصمادي، احتمال توسّع الدعم الخارجي ليشمل أنظمة دفاع جوي صينية أو روسية، ما قد يخلّ بتوازن القوى ويقوّض التفوق الإسرائيلي الجوي إذا ما طال أمد الصراع.

على خطٍ موازٍ، تدور اتصالات دبلوماسية في الخفاء، أبرزها ما يُحكى عن مساعٍ لعقد جولة مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران في مسقط. غير أن هذا المسار يواجه عراقيل، خصوصًا مع تزايد الشكوك حول رغبة الأطراف في التهدئة الفورية.

الولايات المتحدة تجد نفسها في موقف دقيق، فهي تواصل دعم الكيان، لكنها تدرك أن اتساع رقعة الصراع قد يستدرج أطرافًا دولية كروسيا أو الصين، ويخلق جبهة جديدة على نمط النزاع في أوكرانيا، وهو ما قد لا يكون مقبولًا على المدى الطويل.

بين احتمالات الحرب الشاملة والتصعيد المحسوب، يبقى القرار النهائي مرهونًا بمواقف القوى الكبرى، وبدرجة انخراط الحلفاء الإقليميين لكل طرف. فإيران تبدو مستعدة لخوض معركة طويلة النفس، مستفيدة من شبكة دعم قد تتوسّع. أما الاحتلال، فيعوِّل على دعم غربي مباشر وحاسم، لكنه ليس بلا سقف.

المرحلة المقبلة قد تشهد جولات تصعيد إضافية، يليها – ربما – انكفاء محسوب نحو طاولة المفاوضات. لكن الثابت أن الصراع الإيراني – الإسرائيلي دخل مرحلة جديدة، لا يبدو الخروج منها سهلًا، ما لم تُفرض تسوية دولية تفرض خطوطًا حمراء واضحة.


اِحْتِمَالِ تَوَسُّعِ ٱلْمُوَاجَهَةِ بَيْنَ إِيرَانَ وَٱلْكِيانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّ إِلَى نِزَاعٍ إِقْلِيمِيٍّ شَامِلٍ!