تقارير خاصة

المكتوب يُقرأ من عنوانه: فشلٌ ذريع للتَّوغُّل الصّهيونيّ وهذه أبرز الأسباب..

إسلام جحا - خاصّ الفجر

تهويلٌ صهيونيٌّ مرفق بشدٍّ للأحزمة العسكريّة، كان كفيلًا بأن تتحرّك قواتٌ بريّةٌ معاديةٌ في عمليّةٍ باتّجاه جنوب لبنان. ويبدو أنَّ نشوة انتصار آلة القتل في الجوّ على أجساد اللُّبنانيّين لن تتكرّر في الميدان البريّ.

ففي أوَّل معركةٍ على الأرض مُنيت قوَّات العدوّ من وحدة "إيغوز" ومن لواء غولاني أحد ألوية النّخبة في الجيش، في 3 وقائع مختلفة بهزيمةٍ مدوّيةٍ، حيث نشر العدوّ أسماء وصورًا لـ8 عسكريّين من القوّات الخاصّة قتلوا خلال الاشتباكات -وبينهم 3 ضباط- و7 جرحى، 3 منهم في حالة حرجة بادرت بلديات ومجالس مستوطنات صهيونيّةٍ إلى الكشف عن عدد أكير. من الجنود القتلى من أبنائها قبل إعلان الجيش.

عملية التَّسلُّل الأولى إلى أحد المباني جنوب لبنان، دفعت مقاتلي حزب الله إلى إطلاق القذائف والصّواريخ باتّجاه القوّة التي أصيبت إصاباتٍ مباشرةً، حيث تمّ إجلاؤها تحت نيران الحزب أيضًا.

وفي الموقع الثاتي، أطلق مقاتلو الحزب قذائف صاروخيّةً على جنود من لواء غولاني بشكلٍ مفاجئ في قرية أخرى جنوب لبنان، مما أدى لمقتل وإصابة عدد منهم.

وفي الموقع الثالث، قال مركز "زيف" الطبيّفي مدينة صفد المحتلة: إنّه استقبل اليوم 39 جنديًا مصابًا وصلوا بواسطة المروحيّات ومركبات الإسعاف العسكريّة.

وفي أولى التعليقات، ذكرت هيئة البث العبرية أنّ الجيش الصّهيونيّ يواجه "عدوًّا صعبًا ومدرّبًا جيّدًا" في جنوب لبنان، مشيرةً إلى أن القتال يدور فوق الأرض وتحتها، حيث توجد بنيةٌ تحتيةٌ عمرها عشرات السّنين.

وقد يواجه الجيش الصّهيونيّ صعوباتٍ كبيرةً في تنفيذ توغل بري ناجح في لبنان لأسباب استراتيجيةٍ وتكتيكية، تتعلق:

أوّلًا: طبيعة التّضاريس المعقّدة مثل التلال والجبال التي تعيق تحركات الدّبابات والقوّات البرية، وتجعلها عرضة للهجمات من قبل حزب الله الذي يستفيد من ميّزة الارض. وأوضحت هيئة البث العبرية أنّ التّضاريس في جنوب لبنان لا تخدم قوّات جيش الاحتلال وهي أعقد من قطاع غزة، حسب قولها.

 

وثانيًا: هو انتهاج المقاومة تكتيكًا غير تقليدي مثل حروب العصابات، مما يجعل من الصّعب على جيش العدوّ التعامل مع المقاتلين على الارض التي قد تستخدم الأنفاق، الكمائن، والألغام الأرضية لاستنزاف القوات المهاجمة وإلحاق خسائر فادحة بها.

وثالثًا: هي الخيرة القتاليّة، فحزب الله لديه تاريخٌ طويلٌ من المواجهات البرّيّة مع الجيش الصهيونيّ، وهو أثبت فعاليته في حرب 2006 عندما تصدى للقوات المعادية وألحق بها خسائر كبيرة.

تحاول قوّات الاحتلال تحقيق انتصار تعويضيٍ في الميدان لن يتحقق؛ لأنّ الوقائع العسكريّة بيّنت أن تفوّقها محصورٌ بتقنياتها التكنولوجيّة لا القتاليّة على الارض، وبالتالي هي مطاليةٌ بإعادة حساباتها والذهاب إلى التّفاوض.


المكتوب يُقرأ من عنوانه: فشلٌ ذريع للتَّوغُّل الصّهيونيّ وهذه أبرز الأسباب..