إسلام جحا - خاصّ الفجر

هو القصف الأضخم على ضاحية بيروت الجنوبية الذي تخطىالضربة التي اغتيل فيها الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصرالله من حيث القوّة التدميريّة وصوت الانفجارات أدّت إلى تدمير مبانٍ بالكامل، فماذا يريد الجيش الصّهيونيّ من ضرب الأهداف المدنيّة اللبنانيّة بعد تنفيذه ضرباتٍ عدّةً لمعاقل حزب الله؟.

جيش العدوّ يمارس اعتداءً سافرًا للأسبوع الثاني على التوالي للضّاحية، مستهدفًا قادةً ومبانٍ وبنًى تحتيّةً لا تشكّل أيّ تأثيرٍ على الكيان. وهذه المرّة يحاول العدوّ تكرار سيناريو الاغتيالات، ويوجّه جامَ غضبه باتّجاه السّيّد هاشم صفيّ الدين رئيس المجلس التّنفيذي لحزب الله، والخليفة المحتمل لنصرالله في قيادة الحزب، والذي تعتقد الاستخبارات المعادية أنّه في مخبأ في مربعٍ في منطقة المريجة في قلب الضّاحية، حسب ما نقلت القناة الـ14 العبريّة.

ويرى العدوّ أنه "بمجرد القضاء على وجود حزب الله في الضّاحية والجنوب وقصف معاقله ومصالحه، سيتمكّن عشرات آلاف المستوطنين الذين نزحوا بسبب الضّربات عبر حدود فلسطين المحتلّة ولبنان بعد السّابع من أكتوبر، من العودة إلى منازلهم.

وهذا هو السّبب المباشر، وثمة أسبابٌ غير مباشرةٍ، ولكنها استراتيجيّةٌ في تاريخ ومستقبل الصّراع من المقاومة، تُختصر بالآتي:

أوّلًا: إضعاف حزب الله باستهداف الضّاحية الجنوبيّة ممّا يهدّد القدرات العسكريّة لحزب الله من خلال تدمير البنية التّحتية التي يستخدمها الحزب، بما في ذلك مخازن الأسلحة، مراكز القيادة، وشبكات الاتصال التي يزعم العدوّ وجودها.

ثانيًا: الرّدع من خلال هجماتٍ تهدف إلى تعزيز الرّدع المعادي ضدّ حزب الله ومنعه من القيام بهجمات مستقبلية ضدّ الكيان او الانشغال ببناء نفسه خلال السّنوات المقبلة.

ثالثًا: إضعاف النّفوذ الإيرانيّ من خلال حليفه في لبنان وهو حزب الله، والسّعي إلى تقليص نفوذ محور المقاومة على الحدود الشّماليّة لفلسطين المحتلّة.

رابعًا: السّيطرة على ميزان القوى، فأيّ نفوذٍ لحزب الله يعتبر يهدّد مصالحها على الأمد المنظور.

خامسًا: تعزيز السّياسة الداخلية، فهجوم الضاحية المتكرّر يمكن أن يكون له أثرٌ داخلي في الحكومة والشارع العبري، حيث قد يعزز دعم الحكومة من قبل الفئات التي ترى ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ صارمة ضدّ التهديدات الأمنيّة.

مع ذلك، هذا النّوع من العمليات قد يواجه رد فعل عنيف من المجتمع الدّولي ومن قبله حزب الله، خاصّة إذا أسفر عن خسائر مدنية كبيرة، وقد يؤدي إلى تصعيد عسكريّ طويل الأمد مع حزب الله.