تقارير خاصة

الاستسلام الكامل.. هكذا ينظر مستوطنو الشمال لوقف إطلاق النار

إعداد : لينا عبد الله

خاص : شبكة الفجر

مشاهد الذعر والقلق، و الهرع الى الملاجئ خشية صواريخ المقاومة شمالي فلسطين المحتلة، لن تغادر اذهان الصهاينة على ما يبدو، فاجواء الفرح لن تكون حاضرة في المستوطنات الشمالية عقب الاعلان عن تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار في لبنان، خشية ان تكون مجرد استراحة محارب بالنسبة لحزب واعادة ترتيب صفوفه من جديد.

حيث أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بأن التقارير التي تتحدث عن قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع لبنان تسببت في إحباط شديد بين سكان شمال فلسطين المحتلة، الذين يخشون أن اتفاقا محتملا بهذا الشأن قد يسمح لحزب الله بإعادة تنظيم نفسه، ومن ثم تهديد أمنهم وسلامتهم.

وجاءت تلك المخاوف على خلفية تصريح أدلى به مسؤول أميركي أمس، أكد فيه أن "وقف إطلاق النار في لبنان بات وشيكا".

وذكرت الصحيفة العبرية أن رئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شتيرن أبدى معارضة شديدة للصفقة التي كُشف عنها، وحث القادة الصهاينة على إعادة النظر فيها.

وقال شتيرن "قبل التوقيع على ما يبدو أنه اتفاق استسلام، فإنني أدعو قادتنا إلى النظر في عيون أطفال كريات شمونة، والتفكير في مستقبلهم".

حيث أضاف أن هذا الاتفاق يجعل هجوما مماثلا لطوفان الأقصى "أقرب" للحدوث في شمال إسرائيل. وتساءل "كيف انتقلنا من النصر الشامل إلى الاستسلام الكامل؟ لماذا لا ننهي ما بدأناه؟ لقد سحقنا حزب الله، وبدلا من تفكيكه بالكامل، نمنحه فرصة استعادة عافيته. وما الذي سيعود إليه سكاننا؟ مدينة مدمرة بلا أمن ولا مستقبل؟ هذا جنون". حسب وصفه.

وبدوره، شن موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي لاحدى المستوطنات في الجليل الغربي، هجوما عنيفا على اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل. وقال في مقابلة مع الصحيفة،

"أسأل نفسي ما إذا كنت أعيش في حلم أو وهم، أم أن صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية هم الذين يتوهمون"، واصفا طرح الاتفاق بالمهزلة، وبأنه أمر مهين.

وحذّر من أن عواقب الاتفاق ستقع برمتها على كاهل قادة الحكومة. وندد بفشلهم في تعزيز الملاجئ الشمالية أو توفير غرف كافية مضادة للصواريخ، مضيفا أن هذه قرارات متهورة وغير مهنية وغير مأمونة.

وقال إن سكان الشمال هم "السترة الواقية للدولة"، وهم من يدفعون الثمن. وردا على سؤال حول المناقشات مع المسؤولين العسكريين الصهاينة، كشف دافيدوفيتش عن تطورات مقلقة في جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.

وقال إن ما اكتشفه هؤلاء المسؤولون على بعد 4 أو 5 كيلومترات فقط داخل لبنان "أمر مقلق للغاية، وهو أمر لم يحدث قبل عام أو 6 أشهر أو حتى شهر، بل قد حدث مؤخرا".

ووصف أحد سكان مستوطنة نهاريا، كان منزله قد تعرض للقصف بصواريخ حزب الله، الوضع في منطقته بأنه صعب ولا يطاق، مضيفا "لا توجد حياة منذ عام حتى الآن.. ولا يمكنك الذهاب إلى أي مكان، أو الخروج بحرية، ولا حتى القيام بشيء بسيط مثل ممارسة الرياضة خارج الدار".

كما انتقد سياسيون من مختلف الأطياف الاتفاق المقترح. ووصفه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنه "فرصة تاريخية ضائعة للقضاء على حزب الله" وأنه "خطأ فادح"، رغم زعمه بأنه يتفهم "القيود والذرائع" التي تدفع إلى ذلك.

كما أعرب عضو الكنيست من حزب الليكود عميت هاليفي عن تحفظاته، مستهدفا على وجه التحديد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي قيل إنه حدد موعدا نهائيا للطرفين لإتمام الاتفاق أو مواجهة انسحابه من المفاوضات.

ويخشى المسؤولون الصهاينة أن يؤدي مثل هذا الانسحاب إلى قرار إشكالي من مجلس الأمن يفرض وقف إطلاق النار.

وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت أن المبعوث الأميركي هدد بالانسحاب من الوساطة مع لبنان إذا لم يكن هناك اتفاق في غضون أيام.

ولكن... وبالعودة الى وسائل الاعلام العبرية، يبدو واضحا ان الاعلان عن هدنة لمدة شهرين بين لبنان والاحتلال الصهيوني بات وشيكا بالفعل، ما يعكس استسلام مجرم الحرب نتنياهو لضربات المقاومة التي امطرته بالخسائر الفادحة على كل المستويات، العسكرية والسياسية و الاقتصادية، وحتى الشخصية.

 


الاستسلام الكامل.. هكذا ينظر مستوطنو الشمال لوقف إطلاق النار