تقارير خاصة

اقتحام سفينة حنظلة: العمل الإنساني في مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في تطوّرٍ خطير يعيد إلى الواجهة تعقيدات الحصار المفروض على قطاع غزة، اقتحمت قوات البحرية التابعة للكيان الإسرائيلي، مساء السبت، سفينة "حنظلة" التابعة لتحالف أسطول الحرية، بينما كانت تبحر في المياه الدولية، على بُعد نحو 40 ميلاً بحرياً من شواطئ غزة.

السفينة التي كانت تحمل على متنها 21 ناشطاً دولياً، بينهم برلمانيون، صحفيون، محامون، وفنانون من 12 دولة، كانت في طريقها لإيصال مساعدات إنسانية حرجة لسكان قطاع غزة، تضمنت حليب أطفال، أدوية، وحفاضات، في ظل تحذيرات دولية متصاعدة من خطر المجاعة والانهيار الصحي في القطاع.

في تمام الساعة 11:43 مساءً، صعد جنود الاحتلال إلى السفينة "حنظلة" بالقوة، وظهروا عبر بث مباشر لحظة الاقتحام، وهم يطالبون الركاب برفع أيديهم.

لكن هذا البث لم يدم طويلاً. فقد قُطعت جميع الإشارات بعد دقائق، وفقد الاتصال كلياً مع السفينة وطاقمها، في عملية وصفها نشطاء ومنظمات دولية بـ"الاختطاف" و"القرصنة"، باعتبار أن السفينة كانت في المياه الدولية.

ومن بين المختطفين، كان الصحفي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة، والذي كان في مهمة صحفية وإنسانية لتغطية الرحلة بشكل ميداني.

عائلته، طالبت بتحرك عاجل من الجهات الحقوقية والإعلامية والدولة المغربية لضمان سلامته والإفراج عنه، معتبرة أن ما جرى هو "قرصنة" في عرض لبحر، وانتهاك صارخ لحرية الصحافة.

ما حدث لسفينة "حنظلة" يتجاوز كونه حادثًا بحريًا عابرًا، بل يندرج ضمن سياق أوسع من القيود المفروضة على قطاع غزة. كما يمكن أن يفتح الاقتحام الإسرائيلي الباب أمام مواجهة دبلوماسية، لا سيما مع وجود برلمانيين وصحفيين أجانب على متن السفينة.

الاحتلال من جهته، برر العملية بأنها تأتي ضمن "منع دخول غير قانوني لمنطقة بحرية محظورة قبالة سواحل غزة"، مشددًا على أن السفينة الآن تُسحب إلى شواطئ الأراضي المحتلة، وأن جميع الركاب "بخير"، دون تقديم تفاصيل دقيقة عن أماكن احتجازهم أو مصير شحنتهم الإنسانية.

وفي هذا السياق، وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اقتحام السفينة "حنظلة" بأنه "جريمة إرهاب وقرصنة"، مؤكدة أن اعتراض الاحتلال للسفينة في المياه الدولية ومنعها من الوصول إلى غزة المجوّعة يُعدّ "تحديًا سافرًا لإرادة الإنسانية". وفي بيان صحفي، ثمّنت الحركة شجاعة المتضامنين الدوليين، مشددة على أن رسالتهم الإنسانية قد وصلت رغم عنف الاحتلال.

كما حمّلت حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن سلامة النشطاء، ودعت إلى مواصلة جهود كسر الحصار، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بتحمّل مسؤولياتها في وقف سياسة الإبادة والتجويع، ومحاسبة قادة الاحتلال على ما وصفته بـ"جرائم ضد الإنسانية".

اقتحام سفينة "حنظلة" لا يمكن قراءته بمعزل عن السياسة الصهيونية الثابتة تجاه قطاع غزة، والتي تقوم على منع أي اختراق لكسر الحصار، سواء كان إنسانياً أو دبلوماسياً.

لكن السؤال المطروح اليوم بقوة هو: إلى متى سيبقى العمل الإنساني في غزة هدفًا عسكريًا؟ وهل يتحرك المجتمع الدولي لحماية المدنيين والصحفيين الذين يحاولون نقل الحقيقة وإنقاذ الأرواح في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحالي؟


اقتحام سفينة حنظلة: العمل الإنساني في مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي!