تقارير خاصة

اجتماع أميركي موسع في البيت الأبيض بشأن في غزة!

إعداد: أمل الزهران.

في تطور لافت على صعيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس اجتماعاً موسعاً في البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، مخصصًا لمناقشة "الوضع بعد الحرب في قطاع غزة"، بحسب بيان رسمي. يُنظر إليه باعتباره نقطة محورية في مسار التعامل الدولي مع واحدة من أعقد الأزمات التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة.

يأتي هذا التحرك في إطار مساعٍ دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة، إلى جانب الأطراف الإقليمية قطر ومصر، بهدف التوصل إلى اتفاق يُنهي العدوان، ويهيئ لمرحلة جديدة في غزة.

المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قال إن الاجتماع سيبحث خطة شاملة لمرحلة ما بعد الحرب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تسعى للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء العمليات العسكرية، وإطلاق سراح أسرى الاحتلال.

ويتكوف أكد أن الإدارة الأميركية تعتقد أن هناك نافذة حقيقية للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام الجاري، لكنه شدد في المقابل على أن الوقت يضيق، وأن الأطراف المعنية بحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة.

الاجتماع، الذي وصفه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بأنه "اجتماع بالغ الأهمية"، ينعقد في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية للدفع نحو تسوية تُنهي النزاع، وتؤسس لمرحلة جديدة في غزة، عنوانها "ما بعد الحرب".

ويتناول اللقاء تقييم الموقف التفاوضي الراهن، وتحديد الخيارات الأميركية المستقبلية، خاصة في ظل ما وصفه مسؤولون أميركيون بـ "الفرصة الضيقة" للتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان.

هذا الاجتماع لا يقتصر فقط على مناقشة وقف إطلاق النار، بل يمتد إلى طرح رؤية متكاملة لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل إعادة الإعمار، الترتيبات الأمنية، ومستقبل الحكم في القطاع. ويُنظر إليه كاختبار لمدى التزام الإدارة الأميركية بالتحرك النشط لإنهاء العدوان، بعد أشهر من التحركات الدبلوماسية المتقطعة.

لكن التحديات أمام الاجتماع كبيرة، إذ لا تزال المواقف متباعدة. فبينما تدفع واشنطن نحو اتفاق شامل يتضمن تبادل الأسرى ووقف العدوان، يصر الاحتلال الإسرائيلي على ربط التهدئة بشروط أمنية إضافية.

لكن هذا التحرك، رغم أهميته، لا يضمن النجاح. فالمشهد السياسي في الداخل المحتل يشهد انقساماً داخلياً، والمعارضة تتهم حكومة الاحتلال بالفشل في التعامل مع ملف الأسرى، بينما يستمر التصعيد في غزة، ما يزيد من تعقيد المشهد الميداني والإنساني.

بالنظر إلى توقيت الاجتماع، ومكانه، وتركيبة المشاركين فيه، فإن نتائجه قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة، سواء باتجاه التهدئة أو التصعيد. في ظل هذا المشهد، يبقى العالم يترقب نتائج هذا الاجتماع، الذي قد يشكّل نقطة تحول حقيقية، أو مجرد محطة في مسار تفاوضي طويل.


اجتماع أميركي موسع في البيت الأبيض بشأن في غزة!