تقارير خاصة

أسطول الصمود العالمي: تحرك بحري غير مسبوق نحو غزة المحاصرة!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في خطوة تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية، تشهد مياه البحر الأبيض المتوسط تحركات غير مسبوقة، مع إبحار "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق باتجاه قطاع غزة المحاصر منذ 18 عامًا، في محاولة جديدة لكسر الحصار الصهيوني المفروض على أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

من موانئ تونس، إلى شواطئ إيطاليا، مرورا ببرشلونة وجنوى، تتوافد سفن أسطول "الصمود" تباعًا في اتجاه نقطة الالتقاء قبالة جزيرة مالطا، في استعداد أخير للإبحار الجماعي نحو غزة. الأسطول الذي تنظمه اللجنة الدولية لكسر الحصار، لا يشبه سابقاته لا في الحجم ولا في التنوع، حيث يضم سفنًا تقل على متنها مئات النشطاء والمتضامنين من مختلف القارات.

وفيما تتسارع الخطوات اللوجستية والفنية لتجهيز السفن المتبقية، تتصاعد كذلك نبرة التحذير من القائمين على الحملة، تجاه أي اعتداء محتمل من جانب الاحتلال، على هذا التحرك السلمي – الإنساني.

في خضم التحركات البحرية غير المسبوقة، صدرت تصريحات متعددة من جهات سياسية وإنسانية، كان أبرزها دعوة حركة "حماس" إلى تصعيد الحراك العالمي تضامنًا مع غزة، مؤكدة على ضرورة "حشد كل الوسائل لدعم أسطول الصمود العالمي"، وموجهة تحذيرًا صريحًا للاحتلال الإسرائيلي من استهداف السفن المشاركة.

كما شددت اللجنة الدولية لكسر الحصار على ضرورة توفير حماية دولية للمتضامنين، داعية الدول التي يحمل المشاركون جنسياتها إلى تحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية في حماية رعاياها وضمان إيصال المساعدات. هذه التصريحات، تعكس إصرارًا واضحًا على الاستمرار في تنفيذ المهمة الإنسانية، مهما كانت التهديدات.

الأسطول الذي انطلق على دفعات بدءًا من الأحد الماضي، يضم مواد إغاثة وأدوية وحليب أطفال، إلى جانب متضامنين من مختلف الدول. ويأتي في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. فمع الإغلاق الكامل للمعابر منذ مارس الماضي، وبدعم أمريكي معلن، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة وتعمده ممارسة سياسة التجويع.

لا يقتصر الأسطول على طابعه الإغاثي فحسب، بل يحمل أيضًا رسالة سياسية قوية للمجتمع الدولي، مفادها أن صمت الحكومات يقابله تحرك الشعوب. فالمشاركون الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، يجسدون تضامنًا عالميًا يتخطى الحدود والسياسة. رغم ذلك، تظل التهديدات الصهيونية حاضرة بقوة، لا سيما بعد سوابق مماثلة.

"أسطول الصمود العالمي" ليس مجرد رحلة بحرية، بل صرخة ضمير ضد الإبادة، وضد عالم فقد بوصلته الأخلاقية أمام مأساة غزة. فهل يتحرك المجتمع الدولي لحماية المتضامنين؟ وهل تنجح هذه السفن في إيصال المساعدات وكسر الحصار؟ أم أن الطريق إلى غزة سيظل محفوفًا بالقمع والعقبات؟


أسطول الصمود العالمي: تحرك بحري غير مسبوق نحو غزة المحاصرة!