ساعات
فاصلة قبيل موعد الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية ستكون حاسمة في بلورة المشهدية
الرئاسية، إذا لم تحصل مفاجآت غير محسوبة وسط تخوّف من تعمّد جهات متضررة عرقلة انعقاد
الجلسة، إما بحدث أمني يمنع النواب من الوصول إلى المجلس، وإما بافتعال إشكال بين النواب
في الجلسة الانتخابية يؤدي إلى رفع نصابها قسرا.
اكتملت
التحضيرات المجلسية لانعقادها، ووجّهت الدعوات إلى البعثات الديبلوماسية في لبنان لحضور
الجلسة التي ستُنقل وقائعها مباشرة على الهواء عبر الإعلام المرئي والمسموع.
ولا
شك أن انسحاب الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق الانتخابي حرّر ثنائي حركة «أمل»
و»حزب الله» من الالتزام بترشيحه، ما يفتح الباب امامهما على السعي إلى التوافق على
الشخصية التي يعتبرانها الأكثر مقبولية وملاءمة مع المرحلة الراهنة. وتبعاً لذلك، فإنّ
انضمامهما إلى سرب التوافق على قائد الجيش ليس محسوماً بصورة نهائية حتى الآن، الّا
انّه أمر وارد وليس مستبعداً.
وأعلن
رئيس تيار المردة في لبنان سليمان فرنجيةسحب ترشحه لرئاسة الجمهورية ودعمه قائد الجيش
العماد جوزاف عون، الذي "يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى"، بحسب
تعبيره، الأمر الذي من شأنه أن يعبّد الطريق أكثر أمام الأخير نحو قصر بعبدا الجمهوري.
كذلك،
تبدّل المشهد في ساعات بعد الظهر والليل على ضفة المعارضة، بعدما كان حزب القوات اللبنانية
رافضاً لدعم ترشيح قائد الجيش، مشترطاً للسير به أن "يبدّل فريق الممانعة رأيه
وبشكل علني وواضح بإعلانه رسمياً ترشيح عون"، إذ قالت القوى النيابية المعارضة،
بعد اجتماع في معراب إنه "بعد المشاورات
المكثفة تحضيراً لجلسة الخميس، والجهود الدولية التي سعت إلى إخراجه من أزمته السياسية،
توصلنا إلى استنتاج أن المرشح الذي يحظى بقدر كبير من التوافق هو قائد الجيش، وقررنا
دعمه لمنصب رئاسة الجمهورية والاقتراع له".
وفي
وقت سابق، قال النائب عن حزب "الكتائب اللبنانية" الياس حنكش إن "الأجواء باتت واضحة، وكل الجهود
تنصبّ اليوم للوصول إلى التوافق الأكبر حول اسم قائد الجيش جوزاف عون لرئاسة الجمهورية".