زيارة عون إلى الإمارات... خطوة دبلوماسية في تعزيز العلاقات الدولية!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

في مشهدٍ يعكس تجدد العلاقات بين لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة، اختتم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارته الرسمية إلى أبو ظبي، والتي استمرت يومين. في خطوة وُصفت بالمحورية في مسار إعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية، وفتح آفاق تعاون جديدة مع دولةٍ لطالما لعبت دوراً داعماً للبنان وشعبه.

الزيارة التي استمرت يومين جاءت بدعوة رسمية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وشهدت لقاءات ثنائية وموسعة مع كبار المسؤولين الإماراتيين، تركزت حول تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وفتح مسارات جديدة في مجالاتٍ عديدة أبرزها الاستثمار.

وفي قصر الشاطئ في أبو ظبي، أجرى الرئيس عون محادثات مع الشيخ محمد بن زايد، أكد خلالها الجانبان على الالتزام المشترك بدعم استقرار لبنان ووحدته، وعلى أهمية تعميق التعاون العربي في مواجهة التحديات الإقليمية.

أكد الرئيس عون خلال لقائه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن لبنان رغم الظروف الدقيقة التي يمر بها، بدأ باستعادة موقعه ودوره وسيادته. وفي بادرة تحمل رسائل إيجابية، أعرب عن أمله في أن يرى الأشقاء الإماراتيين مجدداً في لبنان، مرحّباً بعودتهم إلى وطنهم الثاني.

من جانبه، جدد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد التأكيد على التزام بلاده بدعم لبنان، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تواصل الوقوف إلى جانب لبنان في سبيل الحفاظ على أمنه واستقراره، وتعزيز وحدة مؤسساته الوطنية وسلامة أراضيه.

هذه الزيارة الرسمية تحمل في طياتها دلائل ورسائل هامة، فما هي الدلالات وراء زيارة الرئيس جوزاف عون إلى الإمارات في هذا التوقيت بالتحديد؟ وكيف يمكن أن تنعكس هذه الزيارة على العلاقات الثنائية بين البلدين؟

البيان المشترك الصادر عقب اللقاء، تضمن سلسلة من الخطوات العملية، أبرزها اتفاق الجانبان على السماح بسفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، وإنشاء مجلس أعمال إماراتي- لبناني مشترك، إضافة إلى إرسال وفد من صندوق أبو ظبي للتنمية إلى بيروت لتقييم مشاريع التعاون الممكنة.

وبعيداً عن الطابع الرسمي، حملت زيارة الرئيس عون إلى مسجد الشيخ زايد الكبير بُعداً حضارياً وروحياً، حيث دوّن كلمة في السجل الذهبي عبّر فيها عن إعجابه بالإرث الثقافي الذي تمثله دولة الإمارات.

ومن الواضح أن هذه الزيارة تأتي ضمن سياق تحرك لبناني أوسع، هدفه إعادة بناء الجسور مع المحيط العربي، لا سيما بعد محطتين سابقتين في السعودية وقطر.

تعكس زيارة الرئيس عون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً لافتاً في مسار العلاقات الثنائية، وفرصة متجددة لتعزيز التعاون العربي المشترك. وبين رسائل الدعم الإماراتي والتأكيد اللبناني على الانفتاح والتعاون، يبدو أن صفحة جديدة تُفتح بين البلدين، عنوانها الشراكة، والاستقرار، والتنمية.


زيارة عون إلى الإمارات... خطوة دبلوماسية في تعزيز العلاقات الدولية!