جعجع بعد لقائه لودريان: ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش!

كشف رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع عن تحرّك مستجد في ملف انتخابات رئاسة الجمهوريّة، لمسه في لقائه مع الموفد الفرنسي ، ولكن "لا أعرف إلى أي مدى سيصل، لذا لا يمكننا الكلام عنه في الوقت الراهن بانتظار بلورته في الأيام والأسابيع المقبلة".

وعلق جعجع عقب استقباله في المقر العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" في معراب الوزير السابق جان إيف لودريان، على بعض المسؤولين رفيعي المستوى في الدولة الذين يتحفوننا يومياً بمطولات طويلة عريضة عما يطلقون عليه تسمية الحوار، ويتوجهون بالسؤال إلى الأفرقاء الآخرين بأنهم لا يفهمون سبب رفضهم لهذا الحوار، وفي هذا الإطار ، أتذكر القول: كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها الحوار!".

وأشار إلى أن "السيء في هذه المسألة هو الغش، لأنه من غير الجائز أبداً أن يضحك أي طرف على الشعب اللبناني خصوصاً في هذه الفترة حيث أن أوضاعه صعبة للغاية، معصورين عصرا، عبر من يطل عليه يومياً ، منادياً بالحوار ومتهماً الأفرقاء الآخرين بأنهم يرفضونه، في حين أن القضيّة حقيقةً ليست قضيّة حوار، ولا كلام، ولا تفاهم، بل قضيّة تسلّط، لأن محور الممانعة يريد الإستمرار في تسلّطه بالطريقة ذاتها التي يتسلّط فيها على اللبنانيين، فهو حاول التسلّط في الدورة الإنتخابيّة الأولى عبر فرضه مرشحاً معيناً إلا أنه فشل بذلك، ومنذ ذلك الحين وهو يعطّل جلسات الإنتخاب على مرأى من الجميع، ونحن اليوم دخلنا شهر أيلول 2023 في حين العمليّة الإنتخابيّة الرئاسيّة كان من المفترض أن تتم منذ سنة، هذا إن لم نقل أنه كان يجب إنجازها قبل وقتها الطبيعي، في ظل الأوضاع غير طبيعيّة التي تمر في البلد، ورغم ذلك هذا الإستحقاق لم يحصل حتى يومنا هذا والسبب هو أن "محور الممانعة" كان يقوم بتعطيل الإنتخابات في كل جلسة انتخاب".

وشدد جعجع على أننا "وصلنا إلى وقت أصبح من الواجب أن تقال الأمور بأسمائها، في حين أن هناك بعض الأصدقاء والآخرين والنواب المستقلين ما زالوا يفضلون طرح الأمور بشكل مغلّف، في وقت أن هذه المرحلة ليست "مرحلة تستّر" لقول ربع الحقائق بل إعلان الحقيقة كاملة وكما هي: من عطّل انتخابات رئاسة الجمهوريّة هو "محور الممانعة"، الذي كان في كل مرّة يحضر جلسة الإنتخاب بدورتها الأولى، حيث أنه معلوم أن أي مرشّح بحاجة للحصول على 86 صوتاً للفوز كما هو معلوم أيضاً أنه لا يمكن لأي مرشّح الحصول على هذا الرقم، في حين أنه كان من الممكن أن يكون هناك من لديه 65 صوتاً، لذلك كان يشارك في الدورة الأولى مطمئن البال بأنه لن ينتخب فيها رئيس ليعطل نصاب الجلسة بعدها مباشرة قبل بدء الدورة الثانية". أضاف" في جلسة 14 حزيران "قد ما كان خايف محور الممانعة" خرج من الجلسة قبل انتهاء الدورة الأولى أي أنه اقترع وخرج من الجلسة قبل الفرز ليتأكد بشكل قاطع أن الدورة الثانية من الإقتراع لن تتم أبداً".

وجدّد جعجع التأكيد لجميع اللبنانيين على "أن الحوارات قائمة بشكل يومي ومن دون أي انقطاع، وأود في هذا الإطار التطرّق إلى بعض الأمثلة التي نشرت في الإعلام وبعض آخر لم ينشر، الحوار ما بين التيار الوطني الحر وحزب الله، الحوار ما بين حزب الله وقائد الجيش، الحوارات ما بيننا وبين جميع النواب المستقلين وجميع الكتل الأخرى صديقة كانت أم مستقلة أم في الوسط، ونحاول عبرها تقريب وجهات النظر من هنا أو هناك، وحتى في بدء المهلة الدستوريّة لإنتخاب رئيس، حصل نوع من الحوار أو الكلام غير المباشر بيننا وبين كلتة الرئيس نبيه بري من أجل محاولة الوصول إلى مرشّح توافقي إلا أننا لم نصل إلى أي مكان، وبالتالي كل الدعوات التي تسمعونها عن الحوا هي سم في الدسم فمن المؤكد المقصود ليس الحوار كما نفهمه جميعاً والذي نؤيده أيضا، بل المقصود تضييع الشنكاش عن من يقوم بتعطيل انتخابات الرئاسة وخلق أجواء تبرّر تعطيلها".

وتابع "أن الأجواء الحاليّة تشير بشكل قاطع وواضح أن محور الممانعة هو من يقوم بتعطيل انتخابات الرئاسة، كما نعلم جميعاً أنه لو عقد الحوار فلن يصل إلى أي مكان بدليل أن الحوار في الغرف المغلقة لا يؤدي إلى أي نتيجة، فعادة ما يتم اللجوء إلى الغرف المغلقة عندما يفشل الحوار العام وليس العكس أبداً كما يحاولون القيام به، أما البدعة الأكبر هي أنهم يريدون منا الجلوس إلى طاولة الحوار للتباحث بمواصفات الرئيس في حين أنها تعرف مباشرة من إسم الرئيس، فكل هذا الكلام والشعر لن يؤدي إلى أي نتيجة".

وختم جعجع: "أحببت التطرّق إلى كل هذه النقاط لأن الناس يتعرّضون يومياً إلى عمليّة إلهاء جديدة عبر وسائل الإعلام، التي أتمنى لو أجد فيها أي خبر جديد، وإنما جل ما في الأمر دعينا للحوار و"سندعو للحوار ومتكلون على الحوار ولا يتجاوبون مع الحوار، في حين ان المطلوب اليوم ليس الدعوة إلى الحوار وإنما إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متعدّدة، وفي هذا الإطار البدعة الأخيرة التي أتونا بها هي بدعة "الجلسات المتتالية" أي جلسات شبيهة بالجلسات التي عقدت في حين أننا بحاجة لجلسة واحدة بدورات متتالية، لأنه ابتداءً من الدورة الثانية يمكن عندها لأي مرشّح الفوز بـ65 صوتاً، في حين أنه في مبدأ الجلسات المتتاليّة في كل جلسة تستهل بالدورة الأولى التي يجب على المرشّح الحصول على 86 صوتاً للفوز، لنرى كميّة الغش في القضيّة".

 

 


جعجع بعد لقائه لودريان: ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش!