بيروت على خط النار الانتخابي... والمعركة البلدية تحتدم!

إعداد: أمل الزهران.

خاص: شبكة الفجر.

مع دخول المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، تتجه الأنظار إلى العاصمة بيروت، حيث يُنتظر أن تشهد واحدة من أكثر المعارك الانتخابية حماسة منذ سنوات. فبعد تسع سنوات، تعود الانتخابات البلدية والاختيارية لتمنح اللبنانيين فرصة لاختيار ممثليهم في المجلس البلدي والاختيارية، في ظل تحديات اقتصادية، وإدارية، ومعيشية خانقة جعلت من البلديات مؤسسات غير قادرة على تقديم خدماتها للمواطنين.

في بيروت، ثالث المحطات الانتخابية بعد الشمال وعكار، تبدو المنافسة مفتوحة ومحتدمة. العاصمة مقسّمة انتخابياً إلى ثلاث دوائر ومجلسها البلدية يتألف من 24 مقعداً، ويبلغ عدد الناخبين فيها أكثر من 466 ألف ناخب، ما يجعلها الأكثر تأثيراً على الخريطة السياسية والبلدية في البلاد.

في هذا السياق، تدخل ست لوائح السباق الانتخابي، في مشهد انتخابي يعكس المشاركة الواسعة من أبناء المدينة، وسعي البعض إلى توحيد الصفوف من جهة أخرى.

وتتوزع اللوائح الانتخابية بين ست لوائح على الشكل التالي:

• "بيروت بتجمعنا"، وهي لائحة مدعومة من ائتلاف سياسي متنوع.

• "بيروت بتحبك"، النائبين نبيل بدر وعماد الحوت و"الجماعة الإسلامية".

• "بيروت مدينتي"، التي تعود بتجربة جديدة من المجتمع المدني.

• "مواطنون ومواطنات عاصمة لدولة" مدعومة من الوزير السابق شربل نحاس.

• "ولاد البلد" برئاسة رولا العجوز وبدعم من جمعية المقاصد.

• و"لائحة بيروت عاصمتنا" المؤلفة من 9 مرشحين وهي أصغر اللوائح.

وبين هذه اللوائح، لائحة "بيروت بتحبك" التي تخوض المعركة تحت شعار التغيير، حيث أُطلقت هذه اللائحة من ملعب قصقص في حرج بيروت، وقدمت برنامجاً يرتكز على الشفافية، الكفاءة، ومحاربة الفساد، في حضور شعبي لافت ضمّ نواباً ومخاتير وعدداً من أبناء العاصمة. وألقى رئيس اللائحة العميد محمود الجمل كلمة قال فيها: "إن بيروت اليوم تحتاج إلى أكثر من وعود، تحتاج إلى خطة، إلى التزام، إلى عمل شفاف ومسؤول".

في هذا الإطار، توجه النائب الدكتور عماد الحوت إلى أهالي بيروت قائلاً إن "عدم النزول يوم الأحد والاقتراع لا يعني المقاطعة أو اللامبالاة، وإنما يعني في نتائجه انتخاب لائحة ائتلاف محاصصة الأحزاب"، داعياً إلى "التصويت بكثافة لإعطاء فرصة لواقع أفضل في العاصمة".

وتبقى العبرة في حجم المشاركة الشعبية ووعي الناخب، لأن بيروت التي واجهت الحروب والانفجارات والانهيار، تستحق أن تُدار بمنطق الدولة والمساءلة. تُجرى اليوم الانتخابات البلدية في لبنان بعد تسع سنوات من التعطيل، في ظل تراجع الخدمات وتفكك الإدارة المحلية منذ 2016. يُنظر إلى هذا الاستحقاق كفرصة لاستعادة دور البلديات.

صباح الأحد المقبل، يبدأ امتحان الديمقراطية مجدداً في العاصمة بيروت، حيث يُصوّت أبناء بيروت لاختيار من يمثلهم في بلدية يأملون أن تكون "لهم لا عليهم".


بيروت على خط النار الانتخابي... والمعركة البلدية تحتدم!