استقبل راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف عضو
المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى كفاح الكسّار ورئيس المؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية
أحمد الأيوبي في مقرّ المطرانية بطرابلس حيث كان اللقاء مناسبة للتداول في ما تتعرّض
له الحياة الوطنية والشراكة الإسلامية المسيحية من استهداف بقصد تفكيكها وإبعاد القيم
الدينية السامية عن التأثير في السلوك الاجتماعي والسياسي للرأي العام، وكان اتفاق
على أهميّة التعاون والتكاتف لتحصين هذه الشراكة والدفع نحو إعلاء مكانتها مقابل دعوات
الكراهية والتفرقة التي يريد مطلقوها تفكيك وحدتنا الوطنية.
رحّب المطران
سويف بالكسّار والأيوبي واستعرض جانباً من العلاقات المتميزة بين أهل طرابلس والشمال
معتبراً أنّها كنز من كنوز الوحدة والتعافي للبنان نظراً لعمقها وتاريخيتها ورمزيتها
ولكونها مستمرّة بروحية أبنائها الذين كانوا دائماً أكبر وأرقى من كلّ محاولات التفرقة
وكانوا دائماً الحرّاس الأمناء للوحدة الوطنية.
ودعا الكسّار
إلى استنفار الوعي الوطني في مواجهة موجات الفتنة والتضليل والتفرقة بين اللبنانيين
بمبادراتٍ تحتوي التلويث البشع الذي تعرّض له الرأي العام في الأيام الماضية، مؤكداً
عدم جواز ترك الساحة لشياطن التفرقة وأبواق الشرّ التي تريد تمزيق الوطن وتشتيت أهله
وضرب استقراره عبر استهداف عماد الوطن وصخرته الصلبة المتمثلة بالشراكة الإسلامية المسيحية.
وتحدّث الكسار
عن ضرورة تعاون المرجعيات الدينية والقوى الحيّة في المجتمع وتكاملها وتلاقيها على
مبادرة جامعة تزيل ما علق في فضائنا من شوائب وألغام ألقاها العابثون ليفرّقوا بين
أهل البلد طائفياً ومذهبياً ومناطقياً، مؤكِّداً ضرورة التصدّي لظواهر استهداف السلم
الأهلي والمسّ بوحدة اللبنانيين شعباً ودولة وكياناً، من خلال عمل منسّق يضع الأمور
في نصابها ويعيد التوازن والاتزان إلى المشهد الوطني.
من جهته اعتبر
الأيوبي أنّه ينبغي للأكثرية الصامتة من أهل الخير والدين والوطنية أن يجتمعوا على
كلمة جامعة مبنية على الاتحاد لحماية الثوابت والقيم الدينية والوطنية وعدم السماح
بالمسّ بها وذلك من خلال مبادرات متواصلة تكون بدايتها لقاء ديني مدني يجدِّد العهد
على التمسّك بالوطن ويقدِّم الصورة الصحيحة من طرابلس لكلّ لبنان، وأن تنشأ حاضنة دائمة
العمل لإدامة التعاون الإسلامي المسيحي على قاعدة حماية حقوق الإنسان وإدانة كلّ من
ينتهكها أيّاً كان دينه أو بلده.
وأكد المجتمعون
على ضمان العدالة للشعب الفلسطيني لأنّ قضيته هي أمّ القضايا وذلك لبناء السلام الثابت
وإيجاد حلٍّ عادلٍ كما رفض المجتمعون الاعتداء على غزة وقتل الأطفال والنساء الذي يعيق
عملية السلام ليس فقط في المنطقة بل في كل العالم.
وعن الوضع
في لبنان، رحّب المطران سويف بكلّ المبادرات الجامعة مثنياً على ما قدّمه الكسّار والأيوبي
من أفكار ومعلناً دعم الجهود المبذولة لجمع الصفّ والتكافل والتضامن الإنساني والوطني
بين اللبنانيين.