أوضح نائب الجماعة الإسلامية
الدكتور عماد الحوت أنّ الجماعة الإسلامية تستمد قوتها من نفسها وتبرعات الأعضاء
والمناصرين لدور الجماعة السياسي والدفاع عن الأرض اللبنانية، موضحاً أنّ الجماعة
تشارك في المعركة وفق حجم قدرتها وتواجه بما تملك وتستطيع".
وفي حديث لإذاعة "سبوتنيك"
لفت الحوت إلى أنّ عمليات قوات الفجر حصلت بعد عشرة أيام من بدء الاعتداء
الإسرائيلي على الأرض اللبنانية وسقوط عدد من المدنيين والصحافيين، عندها وجدت
الجماعة أنّ من واجبها الدفاع عن الأهالي.
الحوت جدّد التأكيد على أنّ
قرارات العمليات الخاصة بقوات الفجر ذاتية، ولا توجد أي غرفة عمليات مشتركة مع أي
طرف آخر، وهي تأتي كاستمرار تراكمي لدور الجماعة في مواجهة العدوان الاسرائلي منذ
العام ١٩٨٢، خاصةً وأن الأصل أن الدفاع عن الأرض اللبنانية لا بد أن يكون في عقيدة
كل مواطن لبناني.
وذكّر الحوت بأن رؤية الجماعة
الرئيسية هي بأن يكون للدولة اللبنانية استراتيجية دفاعية وهو ما نسعى له ونتحاور
حوله مع باقي الأفرقاء السياسيين.
وعلى الصعيد السياسي أوضح
الحوت أنّ الجماعة الإسلامية هي مكون سياسي لبناني بحت، وهي على تواصل مباشر مع
جميع القوى السياسية، ومشروعها يقوم على بناء الإنسان على القيم، والوصول الى
مجتمع منتج متكافل، وإصلاح الدولة، والعمل على تحرير الأرض المحتلة.
وأوضح الحوت أنّ الجماعة
تمارس العيش المشترك بقناعة، وتعبر عن قناعاتها السياسية بشفافية و وضوح منذ
تأسيسها، مشدداً على أنّ قرارات الجماعة منطلقها مؤسسات الجماعة التي تُنتخب من
أعضاء الجماعة، وبالتالي لا تأثير لأي طرف من خارجها على قراراتها.
النائب
الحوت أشار إلى أنّ الجماعة هي مؤسسة تعنى بالجوانب السياسية الاجتماعية التربوية
والكشفية والرياضية وغيرها، وتربي أبناءها على الانفتاح والقرار الحر والتعبير عنه
بالأساليب السليمة.
ولفت نائب الجماعة الإسلامية
إلى أنّ المطلوب اليوم الخروج أو الانتقال من البعد الطائفي للدولة إلى البعد
المدني للدولة، وقال الحوت "نطالب بدولة مدنية وليس علمانية".
وإذ أشار الحوت إلى أنّه لا
شيء يعوُّض رئيس الجمهورية في نظام برلماني، أكّد على أنّ أفضل ما يمكن أن يفعله
الرئيس المقبل تشكيل حكومة تكنوقراط غير سياسية تساهم في معالجة الأزمة الاقتصادية
وإعادة ودائع المواطنين.
نائب الجماعة الإسلامية اعتبر
أنّ حزب الله أخطأ بحق سليمان فرنجية عندما رشحه للرئاسة، وكان الأجدى أن يدعم
ترشيحه ويترك له قرار الترشح، وقال "إنّه لا يرغب بتكرار تجرية العماد ميشال
عون" من خلال رئيس طرف ينقسم حوله اللبنانيون.
وأكّد الحوت على أن الذهاب
إلى خيار ثالث في الانتخابات الرئاسية أصبح اليوم شبه معتمد، معتبراً أنّ قائد
الجيش جوزيف عون ليس مرشح طرف.
وختم الحوت حديثه بالتأكيد
على الجماعة الإسلامية لا نتظر إلى تطور حضورها على أنقاض ضعف حضور الآخرين،
وتعتبر أنّ انسحاب الرئيس سعد الحريري ترك أثراُ كبيراً على الساحة السنية،
والمصلحة اليوم تقوم على أساس ترتيب البيت السني لتنسيق الجهود في سبيل المصلحة
العامة.