أمين عام الجماعة الإسلامية لـنداء الوطن: متمسّكون بالاستراتيجية الدفاعية وبمواصلة المقاومة!

رفض الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش فكرة أنّ مشاركة «الجماعة» في جبهة الجنوب تشكل غطاء لسياسات «حزب الله»، وأكِّد أنّ مشاركتهم في صدّ هذا العدوان هو من باب واجبهم في الدفاع عن أهلهم في الجنوب بشكل أساسي. وليس لهذه المشاركة أيّة علاقة بأيّة حسابات أخرى.

وقال الشيخ طقوش في مقابلة خاصة مع الزميل "أحمد الأيوبي" لصحيفة "نداء الوطن" إنّ مصير العمليات على جبهة الجنوب مرهون بمجريات الجبهة وتوقف العدوان الصهيوني على البلدات والقرى بشكل أساسي وتقديرهم للمصلحة العليا آنذاك، كما يرتبط أيضاً بإيجاد استرتيجية دفاعية تؤمّن البلدات الحدودية.

وعن تداعيات تكثيف الأعمال القتالية من القرى السنية ومخاطر تهجير أهلها، قال الشيخ طقوش "أولا هناك أراضٍ لأهلنا في الجنوب والعرقوب تحديداً ما تزال تحت الاحتلال أي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ثانياً القرى والبلدات الجنوبية تتعرض في كثير من الأحيان للاعتداءات فضلاً عن الخروقات اليومية من قبل العدو الإسرائيلي، ثالثاً الحدود الجنوبية كلّها اليوم من الناقورة حتى جبل الشيخ حيث مزارع شبعا كلّها مشتعلة وبالتالي فإنّ المواجهات ليست محصورة في منطقة حدودية دون أخرى، موضحاً أنّ «الميدان يفرض حالات التنسيق بين القوى التي تواجه العدوان».

ورأى أنّ "العدو الصهيوني هو المسؤول أولاً عن خرق القرار 1701 جوّاً عبر الطلعات الجوية اليومية وبحراً عبر الزوارق التي تخرق الحدود البحرية، وبرّاً عبر الاعتداءات، إمّا عبر توقيف المزارعين ورعاة الماعز وإمّا عبر تجريف بعض الأراضي وشق طرقات على مرأى من اليونيفل كما حصل قبل بضعة أشهر في تلال بلدة كفرشوبا وقد تصدّى الأهالي يومها للجرافات الإسرائيلية، لافتاً إلى أنّ العدو هو المسؤول عن الخروقات وعلى مرأى من الأمم المتحدة، ولبنان تقدّم بالعديد من الشكاوى بهذا الخصوص، فنحن معنيون بشكل أساسي بالدفاع عن أنفسنا وأرضنا.

وحول موقع سلاح «الجماعة الإسلامية» في ظلّ تجربة اللبنانيين مع سلاح «حزب الله» أوضح الشيخ طقوش أنّ إمتلاكهم للسلاح ليس جديداً ولا حديثاً، وقال "لم يُسجّل علينا من بين كل القوى اللبنانية أنّنا شاركنا في أي قتال داخلي أو استخدمنا سلاحنا في هذا الاتجاه، وأكثر من ذلك نحن من طالب باعتماد استراتيجية دفاعية لتنظيم عمل السلاح والإفادة من تجرية كل قوى المقاومة، وبالتالي فلا خوف من سلاحنا على الداخل وهو ما أكّدته التجربة.

وعمّا إذا كانت «الجماعة» ستصبح مشرَّعة كقوة مقاومة بعد انتهاء هذه المواجهة أم ستعود إلى وضعية المنع والملاحقة من الأجهزة الأمنية قال الشيه طقوش «نحن نقوم بدورنا وواجبنا وهو حقّ لنا كفله البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة، ونحن أبناء الأرض المحتلة وأصحابُها، وسنظلّ متمسّكين بهذا الحق ونمارسه بعيداً عن كل الاعتبارات الأخرى»، مشدِّداً على أنّ ما تقوم به «الجماعة» لا يتناقض مع فكرة الدولة لأنّه يستند إلى الحقّ المشروع في الدفاع عن النفس والأرض، كما أنّ «الجماعة» أول من طالب باعتماد استراتيجية دفاعية قدّمنا رؤيتنا حولها إلى اللبنانيين بعيد عدوان تموز 2006 وأعدنا اعتمادها أو طرحها في برناج رؤية وطن في العام 2017 ونحن أحرص الناس على قيام الدولة والنهوض بموسساتها كلّها. ولكن في المقابل لا يمكن أن نغمض العينين عن اعتداءات العدو وأطماعه».

وعن العلاقة بـ»حزب الله» أشار الشيخ طقوش للصحيفة نفسها إلى أنّها في هذه المرحلة جيدة، وقال "قد حرص كلانا على قطع الطريق على أية فتنة مذهبية وتجاوزنا ذلك، اتفقنا في ملفات فتعاونّا فيها، واختلفنا في ملفات أخرى فكانت لكلّ منا وجهة نظره، ومقاومة العدو الصهيوني ومشروع صفقة القرن من النقاط التي اتفقنا عليها ويجري التعاون فيها بحسب قدرة ورؤية كل طرف».

ورداً على التحفظات السائدة لدى القوى السيادية والمسيحية بشكل خاص تجاه ما يجري جنوباً توجّه الشيخ طقوش إلى هذه القوى بالقول «نحن بالأساس دعاة حوار ونقاش وقد أطلقنا في العام 2017 رؤية وطن في مؤتمر مفتوح أمام الإعلام وأمام اللبنانيين جميعاً من أجل الحوار والنقاش والوصول إلى المشتركات التي تنقذ البلد من حالة التردّي والفساد التي يعيشها... وبمقدار ما نحرص على الدفاع عن أهلنا في الجنوب، والتخفيف عن أهلنا في غزة، بمقدار ما نحرص أيضاً على طمأنة شركائنا في الوطن. ولكن الذي يجري جنوباً من اعتداءات يومية على المدنيين والقرى، وما يجري في غزة من جريمة إبادة جماعية تستدعي تضافر الجهود والتضامن والموقف الداعم لتخليص الأطفال والنساء من الإبادة. وهو ما ندعو الجميع إليه».

وختم الشيخ طقوش حديثه بالقول إنّ «التحريض على الحركات الإسلامية لم يتوقف يوماً وألصق بظهرها الكثير من الأوصاف والاتهامات وأثبتت الأيام أنّ كل ذلك كان تحريضاً وبهتاناً من أجل تحقيق غايات سياسية لأطراف لا تريد الإصلاح أو التجديد أو مكافحة الفساد. وهذه الاتهامات لن توقفنا عن القيام بدورنا وواجبنا وممارسة مسؤوليتنا، وسيظر المستقبل زيفها وخفّة مطلقيها».


أمين عام الجماعة الإسلامية لـنداء الوطن: متمسّكون بالاستراتيجية الدفاعية وبمواصلة المقاومة!