أمين عام الجماعة الإسلامية بلبنان للجزيرة نت: سنواصل مقاومتنا دفاعا عن لبنان وغزة!

قال أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ محمد طقوش إن الجماعة الإسلامية في لبنان أطلقت في العام الأول للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982شرارة الجهاد والمقاومة ضد هذا الاحتلال خاصة في مدينة صيدا وألحقت به خسائر كثيرة واختارت اسم قوات "الفجر" تيمنا بالآية الكريمة "والمغيرات صبحا".

وأضاف في حديث للجزيرة.نت أن ـ"قوات الفجر" هي الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية منذ العام 1982. وظل هذا الجناح عاملا طيلة فترة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب والبقاع الغربي، وكان له دور بتحرير القسم الأكبر من لبنان سنة 2000،  كما أن هذا الجناح ظل عاملا بعد اندحار قوات الاحتلال عن لبنان، خاصة أن قسما من أراضي أهلنا في بلدات العرقوب -ولنا فيها حضور وازن- ما زال محتلا في مزارع شبعا، وكان لهذا الجناح دور بارز في رد عدوان العام 2006 .

ولفت الأمين العام إلى أنّ الضربات الصاروخية التي تم توجيهها مؤخرا، تدخل في إطار الرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على أهلنا وقرانا، حيث تم استهداف قرى وبلدات ومساجد في الجنوب، وارتقى شهداء من المدنيين والصحفيين، هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية، هي في إطار دعم أهلنا في غزة للتأكيد على أنّهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.

أما فيما يخص الدور السياسي والحضور، أكّد أنّ الجماعة ما زالت موجودة وفاعلة في البيئتين الوطنية والإسلامية، رغم محاولات الحصار التي مورست عليها، كما أنها ما زالت فاعلة في المشهد اللبناني، وتعمل على لم شمل الساحة الإسلامية السنية.

وأوضح طقوش أنّ علاقتهم جيّدة مع معظم الأطراف اللبنانية السياسية، وقال "رفضنا التموضع في أي طرف من طرفي الانقسام. نتفق مع البعض في ملفات وعناوين فنتعاون فيها، ونختلف معهم في ملفات وعناوين أخرى فنحافظ على موقفنا ونحتفظ بوجهة نظرنا ونتمسك بها. فالعلاقة والتنسيق مع أي طرف، بما فيها حزب الله، محكومة بمقدار اقتراب وانسجام موقفنا من مواقفهم في الملفات المطروحة. ولا بد أن أذكر أن الجماعة مكوّن لبناني لها وجهة نظرها وموقفها الخاص من القضايا المطروحة محليا وعربيا وإقليميا، وهو موقف يصدر عن قناعتها وعن مؤسساتها، وهي تمثل نفسها فيما تعتقده وتعلن عنه، ومنفتحة على أي تعاون مع من يحمل قناعتها في أي ملف أو قضية دون أن يعني ذلك أنّها في هذا المحور أو ذاك".

ورداً على سؤال إذا ما كانت الجماعة هل ستواصل إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، قال الأمين العام "نحن حاليا في حالة دفاع عن أهلنا، ونحن حالة مقاومة لتحرير أرضنا، وبالتالي فإنّ الميدان هو من يحكم طبيعة العمل العسكري، وما يعنينا راهنا، هو تحرير أرضنا والدفاع عن أهلنا. وفي هذا الإطار، نجد أنّ العدو في حالة اعتداء وانتهاك دائم لبلدنا. وبالتالي من حقنا ومن حق أي لبناني آخر أن يقاوم ويرد على هذه الاعتداءات".

وأكّد أنّ ما يحكم الجبهة الجنوبية ومصيرها، هو رهن ما سيفعله العدو في الداخل الفلسطيني.

وحول موقف الجماعة من عملية "طوفان الأقصى" قال طقوش "لا بد من القول إن عملية "طوفان الأقصى" كانت حقا مشروعا للشعب الفلسطيني ومجاهديه، كرد طبيعي على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة على الشعب الفلسطيني وعلى مقدسات المسلمين في القدس الشريف والأقصى المبارك، وقد حقق المجاهدون فيها نصرا كُتب منذ اليوم الأول للمعركة رغم كل الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

أمّا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والجرائم والمجازر التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال، وحرب التدمير الممنهج الذي يعتمده، فكلها أمور تعكس إخفاق الكيان الإسرائيلي وإحباطه وعجزه. لذا فهو يلجأ للضغط على المقاومة الفلسطينية من خلال استهداف المدنيين، ولكن ذلك لن ينفع بعد هزيمته في معركة "طوفان الأقصى".

لذا، نرى في الجماعة الإسلامية أن معركة "طوفان الأقصى" حققت نصرا مبكرا، ومنذ الساعات الأولى لانطلاقها. فلأول مرة تسدد ضربة بهذا الحجم للعدو الإسرائيلي جعلته يفقد الثقة ببقائه، وجعلت المستوطنين يفقدون الثقة به وبقيادته السياسية والعسكرية وبالجيش، وجعلت هذا الجيش الذي كان يقال عنه إنه لا يُقهر قد قهره المجاهدون ومرّغوا أنفه وكبرياءه بالتراب".

وأشار إلى أنّ معركة "طوفان الأقصى" وضعت حدا للوهم الذي كان سائدا بأنّ هذا الكيان لا يزول. اليوم القناعة بزوال هذا الكيان قناعة راسخة عند كل الشعوب العربية والإسلامية في ضوء هزيمة هذا الكيان في هذه المعركة. وهذه المعركة سترسم معالم المنطقة في المرحلة المقبلة.

وفي سياق الحديث أشار إلى أنّ أي حرب برّية على قطاع غزّة لن تكون نزهة حتما. فالمقاومة الفلسطينية هيأت نفسها لهذه اللحظة، ولنا ملء الثقة بحديثها عن المفاجآت التي تحدثت عنها. وأما عن احتمال توسّع هذه المعركة إلى حرب واسعة، فإنّ كلّ شيء وارد وخاضع لما يجري في الميدان في غزة.

ولفت إلى أنّ الكيان الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى لإنشائه كيان قائم على الدعم المفتوح، وبدون هذا الدعم لا يمكنه أن يستمر في هذه المنطقة، ولذلك فإنّ هذا الدعم المتجدد من قبل الولايات المتحدة في هذه المعركة هدفه رفع معنويات هذا الكيان المنهارة. وحتى لا يهرب المستوطنون من فلسطين المحتلة، وأضاف "أنّ المقاومة الفلسطينية، قد مرّت بظروف أصعب وأعقد. ومع ذلك تمكنت من تجاوزها والاستمرار في مسيرة التحرير. في حين أنّ الظروف اليوم على الرغم من سياسة التدمير والتهجير والجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، هي أفضل وفي صالح المقاومة والشعب الفلسطيني".

أمين عام الجماعة الإسلامية بلبنان للجزيرة نت: سنواصل مقاومتنا دفاعا عن لبنان وغزة!