كما واصل الاحتلال عمليات الهدم والقصف المكثف لمنطقة جباليا لليوم الـ11 على التوالي، في محاولات لا تتوقف لإخضاع الفلسطينيين واخلاء الشمال سعيا لتنفيذ مخططاته في حماية محور نتساريم وإحكام السيطرة عليه.

فخلال الساعات الماضية ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 62 شهيدا و220 مصابا، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان إلى

42 ألفا و289 شهيدا و98 ألفا و684 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أما في لبنان، فبات حزب الله مادة دسمة لتحليلات وسائل الاعلام العبرية، لا سيما بعد ان بدت الجبهة الإسرائيلية في حالة إرباك، في ظل توسيع حزب الله هجماته الصاروخية لتصل إلى العمق الإسرائيلي، في حين يتعثر جيش الاحتلال في عملية التوغل البري الحدودي مع جنوب لبنان، وسط التصدي والمعارك المحتدمة مع المقاومة.

من الواضح جدا، أن القوة الصاروخية للمقاومة زادت من تعقيدات المشهد على الجبهة الداخلية للاحتلال الصهيوني، وذلك بعد أن تمكن حزب الله، من رفع مستوى جهوزيته، والذي بات واضحا في حجم صلياته الصاروخية وكثافتها، وتمكنه من إطلاق سرب من الطائرات المسيرة المفخخة، وفشل المنظومة الدفاعية لسلاح الجو الإسرائيلي في اعتراضها.

فمع تصاعد وتيرة الرشقات الصاروخية التي تطلق يوميا من الأراضي اللبنانية لتصل إلى ما بعد حيفا، وتحقق إصابات مباشرة خاصة بالمنشآت العسكرية، بدت مقاومة حزب الله للتصدي للغزو البري الإسرائيلي لجنوب لبنان أكثر شراسة وإيلاما لجيش الاحتلال.

قد يبدو أن هذه الظروف قد تسمح لإسرائيل بالسعي نحو تسوية سياسية جديدة، بوساطة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ومحاولة إنهاء الحرب في الشمال في غضون أسابيع قليلة، لكن محللون عسكريون صهاينة في صحيفة هآرتس العبرية، يرون أنه من المشكوك فيه أن يكون هذا هو ما سيحدث.

ويعتقدون أن هذه التطورات تخدم رؤية نتنياهو والمعروفة بـ"الحرب الأبدية"، مما يعني أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان ستزداد شراسة، بوجود ائتلاف إلى جانب نتنياهو يروج لأفكار خطيرة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم مشاكل إسرائيل ويورطها في حرب إقليمية.

.