صلاح سلام
حصار مستشفيات غزة وإقتحامها بدأ يرتد حصاراً لنتانياهو وحربه الإجرامية،وإقتحاماً لموقعه في رئاسة الحكومة وزعامة الليكود.
مجازر الأطفال والنساء لم تحقق أي انتصار للجيش الصهيوني رغم مرور أربعين يوماً على إندلاع القصف الوحشي، ضد كل ما له علاقة بالحياة الإنسانية في غزة. وحجم الخسائر بالعسكر والعتاد يرتفع يوماً بعد يوم، مع المقاومة الشرسة لأرتال الإجتياح البري للدبابات والآليات الإسرائيلية، والرهائن مازالوا في قبضة حماس، التي مازالت بنيتها العسكرية صامدة، وقيادتها ناشطة في التصدي للغزو الهمجي.
الفشل العسكري لنتانياهو، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيشه على المدنيين العزَّل في غزة، بدأ ينقلب حصاراً لسياسة حكومة المتطرفين في الخارج، وإقتحاماً لموقع رئيسها في الداخل، حيث بدأت الأصوات ترتفع مطالبة برحيل نتانياهو، سواء من بعض نواب الليكود، أو من نواب المعارضة ورئيسهم لبيد.
خارجياً، قرار مجلس الأمن الدولي بتنفيذ هدن إنسانية كافية، لتأمين علاج الجرحى، وإسعاف المرضى، وإدخال المساعدات الضرورية لأهالي غزة، بالسرعة المناسبة، والكميات اللازمة، وضع نتانياهو ووزرائه المتشدقين بالحرب العنصرية ضد الفلسطينيين، بمواجهة المجتمع الدولي، حيث بدأت مواقف الحلفاء لتل أبيب يتنصلون من مسؤولية دعمهم المفتوح للحرب المدمرة، بشراً وحجراً، والتي خرجت عن كل القوانين والمواثيق الإنسانية والدولية.
بعدها بساعات، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي ضد تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل، فيما شوارع واشنطن ومدن أميركية أخرى تطوف بالتظاهرات المنددة بالمجازر الإسرائيلية في غزة. حيث تراجعت نسب المؤيدين للحرب الإجرامية، مقابل زيادة في نسب المؤيدين للشعب الفلسطيني.
وقبلها بعدة أيام، الخلافات داخل إدارة بايدن حول الموقف الأميركي المتغاضي عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة ظهرت في تصريحات علنية، حيث إعترف وزير الخارجية بلينكن عن إنقسام في وزارته حول حرب غزة، فيما وجه موظفون في البيت الأبيض كتاباً إلى الرئيس الأميركي إحتجاجاً على التغطية الأميركية للحرب الإسرائيلية.
والرئاسة الفرنسية لم يكن وضعها أفضل من الرئاسة الأميركية، حيث وجهت مجموعة كبيرة من الديبلوماسيين الفرنسيين رسالة تحذير للرئيس الفرنسي ماكرون من تداعيات الموقف المتسرع الذي إتخذه في دعم الحرب الإسرائيلية، وزيارته إلى تل أبيب للوقوف إلى جانب نتانياهو.
يُضاف إلى كل ذلك، أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم يستعملا الفيتو لتعطيل قرار مجلس الأمن بتنفيذ الهدن الإنسانية وإدخال المساعدات، دون ربطها بإطلاق الرهائن أولاً.
أليس كل هذه التطورات تعني بداية الحصار على نتانياهو وحربه العنصرية؟
صحيفة اللواء