حزب الله... والحكومة الجديدة... وقطع طريق المطار _ بسام غنوم


بسام غنوم

عاش اللبنانيون طوال الاسبوع الماضي على وضع قطع طرقات وتحركات في محيط مطار بيروت الدولي وبعض الشوارع الرئيسية في مدينة بيروت ، قام بها أنصار حزب الله احتجاجا على قرار الحكومة اللبنانية منع طائرة ايرانية من الهبوط في مطار بيروت بعد تلقي رئيس الحكومة تهديدات بقيام إسرائيل بإستهداف الطائرة الايرانية والمطار لأنها تحمل اموالا لحزب الله من إيران كما جاء في التهديدات الاسرائيلية للبنان.

هذا الأمر جرى استغلاله من قبل أنصار حزب الله لقطع طريق المطار وكل الطرق المؤدية إليه، وهو ما دفع رئيسي الجمهورية والحكومة الى الطلب الى الجيش اللبناني فتح طريق المطار ولو بالقوة من أجل تسهيل الوصول والمغادرة من مطار بيروت ، وزاد الطين بلة قيام انصار حزب الله باستهداف دورية لقوات اليونيفيل كانت في طريقها الى مطار بيروت حيث تم حرق سيارات الدورية والاعتداء على عناصر اليونيفيل ، وكان من بينهم جنرال نيبالي كان يشغل منصب نائب قائد قوات اليونيفيل في لبنان حيث اصيب على يد المتظاهرين بجروح بليغة أدخل على اثرها الى المستشفى ، وهو ما حدا بقيادة اليونيفيل الى اصدار بيان طالبت فيه الدولة اللبنانية بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء على قواتها معتبرة ذلك بمثابة جريمة حرب ، وهو ما أحرج الحكومة اللبنانية التي تسعى الى الحصول على التأييد الدولي والمساعدات الدولية للبنان.

السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل ماجرى ، هو : ماذا يريد حزب الله من الحكومة اللبنانية الجديدة ؟

يجمع اكثر من مراقب لما جرى من قبل أنصار حزب الله على طريق المطار ، أن هناك حالة من التخبط لدى قيادة الحزب ، ففي حين يخرج أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بعد كل ماجرى على طريق المطار للقول : " اهنئ اللبنانيين بتشكيل الحكومة ودور حزب الله وحركة أمل كان دور أساسي في عملية التسهيل، أنا سأقول لكم أنه كل محطّة من المحطات سوف تسمعون تشويش من بعض الفئات اللبنانيّة التي تريد وضع المشكلة عندنا، يعني تقول دائمًا أنّ هؤلاء هم الذين يعطّلون ويخرّبون ولكن نحن حققنا أبرز إنجازين في وقت تعرف فيه كل العالم من كان يعطّل ومن كان يضع عراقيل"، يخطب نائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي في المتظاهرين على طريق المطار ويقول نصبر ونصبر ونصبر إنما لصبرنا حدود ، وفي نفس الوقت يهتف المتظاهرون رئيس الجمهورية جوزاف عون صهيوني ، نواف سلام صهيوني .

فكيف يستقيم هذا الكلام وحزب الله يعتبر نفسه على لسان الشيخ نعيم قاسم ان الثنائي الشيعي كان له دور اساسي في تشكيل الحكومة .

اليس من الاولى ان يتم التعامل مع التهديدات الاسرائيلية للبنان عبر الحكومة وحل الأمور بالتي هي أحسن ، وأما حل الامر على طريقة "رجل في البور ورجل في الفلاحة "كما يقول المثل الشعبي ، فهذا اقرب وصفة للخراب ولن يوصلنا إلى أي نتيجة ، فالعدو الصهيوني الذي دمر لبنان في العدوان الاخير كان ومازال يتمتع بغطاء دولي كبير لفعل ما فعله في لبنان ، وبالتالي فإن استهداف مطار بيروت وقطع الشوارع والهتاف شيعة شيعة هو أكبر خدمة للعدو الصهيوني الذي مازال يماطل للانسحاب من الجنوب ، وكذلك يمارس عمليات القتل والاغتيال للبنانيين والفلسطينيين كما جرى في قرية جرجوع وفي مدينة صيدا، ولذلك يجب مراجعة كل الخطوات السياسية والشعبية التي يريد حزب الله القيام بها مستقبلا حتى لا يتم استغلالها من اسرائيل التي تستغل الثغرات في اتفاق وقف النار المبني على القرار الدولي 1701.

هذه نقطة واما النقطة الثانية فهي تأثير ما يجري على الأرض على صورة لبنان الخارجية وعلى الوحدة بين اللبنانيين ، وفي هذا الاطار على حزب الله ان يدرك ان ما كان مقبولا سابقا داخليا وخارجيا من مواقف وممارسات لم يعد مقبولا حاليا سواء على الصعيد الخارجي او على الصعيد الداخلي ، فهناك رئيس جديد للجمهورية ورئيس جديد للحكومة وكلاهما يحظيان بتأييد من حزب الله كما قال الشيخ نعيم قاسم ، ولذلك آن الآوان للعمل والتحدث بطريقة مختلفة لأن لكل وقت آذان .فهل تدرك قيادة حزب الله ذلك خصوصا ان الرئيس بري وحركة امل كان لهم موقف مختلف جدا عن موقف حزب الله ، والمتابع للساحة الشعبية الشيعية يدرك بدون ادنى عناء ان لبنان بعد العدوان الاسرائيلي وسقوط نظام الاسد اصبح يحتاج الى سياسات ومواقف أخرى اقله حفاظا على المقاومة وحزب الله في لبنان.

بالخلاصة ما جرى على طريق المطار من قطع للطرقات وغيرها من الممارسات يضع على حزب الله مسؤولية كبيرة وكبيرة جدا لتدارك الوضع ، وإلا فإن الأيام القادمة ستكون لغير صالح المقاومة وحزب الله .

موقع مجلة الأمان
حزب الله... والحكومة الجديدة... وقطع طريق المطار _ بسام غنوم