بعد التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة للبنان ... هل تبدأ الحرب بعد زيارة البابا ؟ _ بسام غنوم


بسام غنوم

تعيش الساحة اللبنانية في هذه الأيام على وقع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة للبنان ، والتي بدأت تأخذ طابع الإعلان عن مواعيد إنطلاق العمليات العسكرية والمناطق التي سيتم استهدافها ، وحتى الأهداف التي تريد إسرائيل الوصول أليها من عدوانها المرتقب على لبنان واللبنانيين.

يحدث هذا كله في ظل حالة من البلبلة وعدم اليقين لدى الحكومة والقيادات السياسية اللبنانية على مختلف توجهاتها ، فهناك من القوى السياسية اللبنانية من يريد أن يتم الهجوم الاسرائيلي على لبنان اليوم قبل الغد ، وبعض الإعلاميين المحسوبين على هذا الفريق قالوا في مقابلات تلفزيونية أن إسرائيل ستبدأ هجومها على لبنان بعد مغادرة البابا لبنان مساء الثلاثاء .

فيما رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصر على أن الأيام الصعبة بدأت قبل زيارة البابا ، ونشهد تصعيدًا إسرائيليًا والمصريون لم ينقلوا النداء الأخير كما يُشاع.

ويؤكد بان حزب الله التزم ببنود وقف الأعمال العدائية، ولفت الى انه من الضروري طلب دعم الدول لاستكمال خطة الجيش ومسألة إلغاء زيارة رودولف هيكل إلى واشنطن قيد المعالجة.

أما الرئيس نبيه بري فيرفض كل مايشاع عن نقل وزير الخارجية المصريبدرعبدالعاطي تهديدات إسرائيلية للبنان في زيارته الأخيرة الى لبنان .

كل هذه المواقف تذكر اللبنانيين بما سبق الإنهيار المالي في لبنان في 17 تشرين أول 2019 ، حيث كانت كل مؤسسات التصنيف المالي الدولية تؤكد أن لبنان مقبل على إنهيار مالي ، بينما كان يصر الرؤساء ميشال عون وسعد الحريري ونبيه بري ، ومعهم أيضا وزير المالية آنذاك علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على أن الليرة بخير ، ولا صحة لما يشاع عن قرب إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية .

واليوم يعاد تقريبا نفس السيناريو من قبل الرؤساء الثلاثة والمسؤولين اللبنانيين حول عدم صحة ما يشاع عن عدوان إسرائيلي مرتقب على لبنان في الأيام القليلة المقبلة ، رغم أن إسرائيل هددت بتوسيع هجماتها في لبنان ما لم يتحرك الجيش اللبناني لنزع سلاح "حزب الله" اللبناني، وذلك في رسالة نقلت إلى الحكومة اللبنانية عبر الولايات المتحدة.

وأشارت الرسالة التحذيرية إلى أن تل أبيب قد تستهدف مناطق امتنعت عن قصفها سابقا بناءا على طلب إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وتدرس إسرائيل وضع مهلة للبنان، لكنها تنتظر قرارا أمريكيا، فيما تستعد مبعوثة ترامب، مورغان أورتاغوس، لزيارة تل أبيب وبيروت الأسبوع المقبل، وفقا لتقرير لقناة "كان 11" الإسرائيلية.

وفي نفس السياق نقل موقع سبوتنيك الروسي أن القيادات الأمنية الإسرائيلية عقدت اجتماعا خاصا، ناقشت فيه زيارة بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر المرتقبة إلى بيروت، بهدف تنسيق العمليات العسكرية بما لا يؤثر على الزيارة.

كل هذه المؤشرات تؤكد جدية التهديدات الإسرائيلية للبنان ، والتي أضيف اليها مؤخرا تطورا أمنيا جديدا ، تمثل بإتهام إسرائيل الجماعة الإسلامية في لبنان بالضلوع في التخطيط مع حركة حماس وبالتعاون مع حزب الله لشن هجمات على إسرائيل ، وأتهمت أسرائيل الجماعة الإسلامية بتشكيل خلايا مسلحة في سوريا ، وأدعت صحيفة يديعوت أحرونوت أن القتال في بيت جن والذي أندلع بين مواطنين سوريين ودورية إسرائيلية حاولت إقتحام القرية السورية ،" كشف عن أن تنظيم الجماعة الإسلامية عزز حضوره في القرى السنية الحدودية، مستفيدًا من الفوضى الداخلية في سوريا ومن ضعف سيطرة النظام في المناطق الجبلية القريبة من الحدود مع لبنان والجولان".

‏وأضافت أن تنظيم الجماعة الإسلامية "يتحرك وفق نمط مختلف عن التنظيمات التقليدية: شبكات صغيرة، انتشار خفيف، ونشاط مستمر يعتمد على المبادرة المحلية".

كل هذا يؤكد أن العدو الإسرائيلي قد أعد العدة للعدوان على لبنان رغم ما تقوم به الحكومة اللبنانية استجابة للمطالب الأميركية والدولية بخصوص سحب سلاح حزب الله وغيره من الأمور، وأيضا رغم انضباط حزب الله الذي يمتنع من الرد على الاعتداءات الإسرائيلية والتي كان آخرها إغتيال هيثم طبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت ، وما ادعاء إسرائيل أن الجماعة الإسلامية في لبنان مسؤولة عن ما جرى في قرية بيت جن السورية إلا دليل واضح على كذب إسرائيل التي تريد تدمير لبنان.

بالخلاصة لبنان في عين العاصفة والأيام القادمة حبلى بالتطورات السياسية والأمنية ، ونسأل الله السلامة للبنان واللبنانيين .

موقع مجلة الأمان
بعد التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة للبنان ... هل تبدأ الحرب بعد زيارة البابا ؟ _ بسام غنوم