أميركا اللبنانية _


الولايات المتحدة دخلت إلى الشرق الأوسط من بوابة بيروت عبر الكلية البروتستانتية السورية عام 1866، التي تحولت بعد إعلان لبنان الكبير عام 1920 إلى الجامعة الأميركية في بيروت، فشكلت مع مهاجري المجاعة اللبنانية العارمة 1915 - 1918 أداة نفوذ ثقافية وتعليمية وطبية واجتماعية، وبعد الحرب العالمية الثانية وصعود الثروة النفطية، أصبحت بيروت الحديقة الخلفية للنفوذ الأميركي.

عقب نكبة فلسطين 1948 دعمت واشنطن الانقلابات العربية، ثم بعد العدوان الثلاثي 1956 وإعلان مبدأ أيزنهاور جاء إنزال المارينز في بيروت 1958 بإشراف روبرت مورفي، ثم إنعكاسات حروب 1967 و1973 على لبنان والقرارات 242 و338، وبعد النزاع الأهلي 1975 ودين براون 1976 لإجلاء الرعايا الأميركيين ثم حرب 1978 والقرار 425 بدعم امريكي، واجتياح 1982 وفيليب حبيب الذي أشرف على خروج منظمة التحرير، و إتفاق 17 أيار 1983 برعاية موريس درايبر وسقوط الاتفاق بعد تفجيري السفارة والمارينز وانسحاب القوات الأميركية في 6 شباط 1984.

ريتشارد مورفي 1988 عاد من دمشق بعبارته الشهيرة مخايل الضاهر أو الفوضى، ودخول لبنان مرحلة الحكومتين والجيشين قبل اتفاق الطائف 1989 برعاية سعودية-أميركية، وبعد تحرير الكويت ومؤتمر مدريد 1991 سمح جيمس بيكر بإجراء انتخابات نيابية مبكرة 1992، ثم أدار وارن كريستوفر تفاهم نيسان 1996، وبعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 تصاعد الضغط الأميركي 2003 عبر قانون محاسبة سوريا و2004 القرار 1559.

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري 2005، تولى جيفري فيلتمان الملف اللبناني حتى 2009، وديفيد هيل وجورج ميتشل حتى 2017 وديفيد شنكروثورة 2019 وانفجار مرفأ بيروت 2020، والادارة السابقة آموسهوكشتاين وترسيم الحدود البحرية 2022 ثم وقف إطلاق النار 2024،

الادارة الاميركية الحالية اوفدت مورغان أورتيغاسوالقيادة الوسطى 2025، وعينت مسعد بولس مستشار الرئيس الاميركي في الشؤون الافريقية والمنطقة العربية ابن كفر عقا الكورة، والمبعوث إلى سوريا السفير في تركيا توم باراك ابن زحلة البقاع، ويأتي عرض بعض هذه الوقائع مع وصول السفير الاميركي في بيروت ميشال عيسى ابن بسوس جبل لبنان، ما يجعلنا نعتقد بأننا انتقلنا من لبنان الأميركي إلى أميركا اللبنانية.

صحيفة اللواء

أميركا اللبنانية _