هل تلعب الجبهة اللبنانية دورا مباشرا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؟ _ بسام غنوم


بسام غنوم

تتكثف المساعي الدولية لمنع انفجار الوضع في لبنان وآخرها المسعى الفرنسي المتمثل بزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى لبنان ولقائه مع المسؤولين اللبنانيين "بهدف منع الحرب بين حزب الله وإسرائيل وتهدئة التوتر بين الجانبين" كما قال، ويأتي ذلك في ظل توسع المواجهات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي الذي تلقى ضربات موجعة من المقاومة في شمال فلسطين المحتلة في الأيام الأخيرة، وآخرها كمين تلال كفرشوبا المحتلة الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الجنود الإسرائيليين بينهم ضابط برتبة رائد وهو ما فتح الاحتمالات أمام توسع المواجهات مع العدو الإسرائيلي.

ويأتي التحرك الفرنسي تجاه لبنان والذي سيشمل أيضا إسرائيل، منسجما مع التحركات الأميركية التي يقوم بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار إسرائيل، وبحث مع المسؤولين الإسرائيليين سبل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى تهدئة الجبهة اللبنانية الآخذة في الاشتعال والتوسع إلى أبعد من منطقة قواعد الاشتباك، وهو ما قد يؤدي إلى حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل، وهذا ما لا تريده فرنسا ولا الولايات المتحدة الأميركية في ظل الحرب القائمة في غزة.
واللافت هو تزامن هذه التحركات الفرنسية والدولية تجاه لبنان مع الحديث عن أجواء إيجابية بالنسبة لوقف لإطلاق النار في غزة حيث قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه يوم الإثنين "إن الوضع في غزة كارثي ويتعين التوصل إلى وقف لإطلاق النار" وأضاف "أن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تحرز تقدما".
وهنا يطرح السؤال التالي: هل تلعب الجبهة اللبنانية دورا مباشرا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؟
لا شك في أن قيام حزب الله ومعه باقي قوى المقاومة بفتح جبهة الجنوب دعما لعملية طوفان الأقصى، ترك أثره الواضح على المعارك مع الجيش الإسرائيلي في غزة وعلى الوضع في فلسطين المحتلة حيث أدت المواجهات مع العدو الصهيوني إلى إفراغ المستوطنات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة من سكانها، فضلا عن تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة نتيجة ضربات المقاومة من جنوب لبنان، وهو ما دفع العدو الإسرائيلي إلى إطلاق تهديداته بتدمير بيروت كما دمر غزة.
لكن الواقع على الأرض بعد أكثر من 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة، ومع فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق إي من أهدافه المعلنة للحرب على غزة وهي القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، وقبوله بالدخول بمفاوضات لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، يؤكد أن التهديدات الإسرائيلية لحزب الله وقوى المقاومة في لبنان فشلت ولم تؤد إلى إي تراجع في الموقف اللبناني الذي يربط بين وقف إطلاق النار في غزة، وبين العودة إلى الهدوء على الجبهة اللبنانية، وهذا الموقف اللبناني الواضح سمعه المسؤولون الأميركيون والأوروبيون الذين يزورون لبنان منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولذلك يمكن القول إن استمرار المقاومة في لبنان في توجيه الضربات إلى العدو الإسرائيلي يساهم بصورة مباشرة في دعم المفاوضات الجارية من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وتأكيد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن "الأمور تمضي قدما لكن عليك دائما أن تكون حذرا في هذه المناقشات والمفاوضات. الوضع في غزة كارثي ونحن بحاجة لوقف إطلاق النار"، يؤكد على أن الدور الذي يلعبه حزب الله وقوى المقاومة في لبنان يلعب دورا مؤثرا ومباشرا في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
بالخلاصة يمكن القول الجبهة اللبنانية المفتوحة مع العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة تلعب دورا أساسيا في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، والتحركات الأميركية والفرنسية الحثيثة لمنع حرب كبيرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي يؤكد أهمية هذه الجبهة ودورها في مساندة أهلنا في غزة.

موقع مجلة الأمان
هل تلعب الجبهة اللبنانية دورا مباشرا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؟ _ بسام غنوم