عن الجماعة الإسلامية ودعم فلسطين وخيار المقاومة... هذا هو الخيار الصحيح _ قاسم قصير


قاسم قصير

يستغرب بعض الكتاب والمحللين والإعلاميين أن تأخذ الجماعة الإسلامية في لبنان اليوم خيار دعم فلسطين والمقاومة ويدعونها لمراجعة الموقف ولأخذ الأذن كي تقدم الشهداء في سبيل دعم القضية الفلسطينية ويعطون لما تقوم به الجماعة الإسلامية اليوم أبعادا سياسية داخلية أو في إطار التنافس السياسي والشعبي وكأن تقديم الشهداء هو جزء من لعبة السياسة والبحث عن المصالح السياسية والشخصية
ولكل هؤلاء أورد الملاحظات التالية:
أولا: إن دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية منذ بداية المشروع الصهيوني كان خيارا لبنانيا وعربيا وإسلاميا ومسيحيا ولكل أبناء الوطن العربي وكل اللبنانيين كانوا إلى جانب الشعب الفلسطيني وللتأكد من ذلك مراجعة مواقف كل المفكرين اللبنانيين والعرب والمسلمين والمسيحيين ، وكان للبنان من طرابلس إلى بيروت والجنوب والبقاع دور في الدفاع عن الشعب الفلسطيني من فوزي القاوقجي إلى معروف سعد إلى ميشال أده وكمال الحاج وميشال شيحا والحاج توفيق حوري والحاج عمر الداعوق مؤسس جماعة عبد الرحمن ، وصولا للمفتي الشيخ حسن خالد وكل المفتين ورجال الدين
ثانيا: إن الجماعة الإسلامية هي جزء من حركة الإخوان المسلمين وهذا معروف تاريخيا ، والإخوان المسلمون قدموا الشهداء دفاعا عن فلسطين وأرسلوا الفرق المقاتلة إلى فلسطين من سوريا ومصر والأردن ومن كل العالم العربي والإسلامي ، وما تقوم به الجماعة الإسلامية هو امتداد طبيعي للموقف الإسلامي التاريخي.
ثالثا: إن كل أعضاء حركة حماس في لبنان كانوا في الأساس أعضاء في الجماعة الإسلامية باسم رابطة طلاب فلسطين ومن ثم بعد تأسيس حماس انفصل هؤلاء عن الجماعة وأسسوا إطارا خاصا بهم في لبنان ولكنهم استمروا في العلاقة السياسية والأخوية مع الجماعة.
رابعا: ليست المرة الأولى التي تقدم الجماعة الإسلامية شهداء في سبيل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وخصوصا في العام 1982 حيث كان للجماعة الإسلامية عشرات الشهداء وأسست قوات الفجر التي كانت من ضمن المقاومة الإسلامية ، وكان هناك تنسيق مع قوى المقاومة في لبنان وفي فلسطين.
خامسا: الكل يعرف أن مجلة فلسطين التي أسسها الحاج توفيق حوري ابن بيروت في أوائل الستينيات كانت الصوت الإعلامي لحركة فتح في لبنان ، والحاج توفيق حوري هو من حول مزرعة السمك في شمال لبنان إلى مركز تدريب للمقاومين.
سادسا: إن استهداف العدو الإسرائيلي لمركز صحي وتابع للدفاع المدني في بلدة الهبارية هو اعتداء إسرائيلي على لبنان ، وأدى لسقوط عدد من الشهداء ، وهو جزء من كل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان طيلة ثمانين سنة تقريبا ولا خيار لنا إلا المواجهة.
سابعا: كل قيادات الجماعة الإسلامية في لبنان تعرف أن خيار المقاومة الذي اتخذه الأمين العام الحالي سماحة العلامة الشيخ محمد طقوش نال موافقة مجلس الشورى في الجماعة ، وتم انتخابه أمينا عاما على هذا الأساس وذلك قبل معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة.
ثامنا: السلاح منتشر في كل لبنان ، وإطلاق النار في المناسبات منتشر ايضا ، وهو تصرف خاطئ ولكن الجماعة الإسلامية لا تتحمل وحدها مسؤولية ما جرى.
تاسعا: لو أن الجماعة الإسلامية اختارت خيارا سياسيا آخر في إطار مشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي ، والحياد والوقوف إلى جانب القوى المعادية للمقاومة ، للقيت دعما عربيا ومن كل أجهزة المخابرات والقوى التي تحرض على الفتن المذهبية ولا يتم شن حملة إعلامية عليها.
عاشرا: إن أي نقاش حول خيارات الجماعة الإسلامية يجب أن ينطلق من المواقف الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وآلية الدعم ، وليس من خلال مواقف التطبيع وتشويه دور قوى المقاومة في لبنان وفلسطين.
حادي عشر: لمن لديه خيار آخر لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني ووقف المجازر والإبادة في غزة فليقدمه لنا ولكل قوى المقاومة.
ثاني عشر: في اللحظة التي نشهد تضامنا عالميا مع الشعب الفلسطيني وخصوصا طلاب الجامعات الأميركية والغربية يريد البعض هنا في لبنان والعالم العربي أن نتخلى عن فلسطين ودعمها.
وكل ما كتبته برسم الحوار والنقاش الهادئ...

خاص موقع إذاعة الفجر

عن الجماعة الإسلامية ودعم فلسطين وخيار المقاومة... هذا هو الخيار الصحيح  _ قاسم قصير